دخلت يوما معرضا للفن التشكيلي، منذ حوالي أربعا وأربعين سنة، ووقفت أتأمل لوحة جذبتني، وأذهلتني.
وكانت عبارة عن إخطبوط ضخم يسيطر على كامل اللوحة، يدور حول نفسه، وأذرُعُهُ، أو مِجسّاتُه، تتلَوّى حوله، عيناه تحدقان في الرائي. وكأنّ الإخطبوط يقول للرائي (...)
يا من يعرِّضُ غَمْزاً
بقصائدي
ويَلْمِزُ تَغْييبَ وَزْنٍ مُتَجَلْمِدِ
يُكْرِهُ قافِيّةْ.
أما تَراني هَجَرْتُ خَيْمَةً
دون ساريةْ؟
أيْسَرُ المِصراعِ،
أو أيْمَنُه،
كَصَريرٍ يتكسّرْ.
وَتَدي يَفْلَحُ قلبي
هنا يَتَجَذّرْ.
يتلظّى في رمال الجحيمْ
حُبّاً، (...)
رأيُنا عن العالم والناس، هو الذي يحَدّدُ موقفَنا من العالم والناس، فالذي يعتبر أن معاشرة الناس لا تُنتجُ إلا الشرور، ينتكِصُ ويتقوقع.
أما مَنْ ينظر إلى الإتصال الإنساني على أنه ضرورة، لتوسيع آفاق الوجود الفردي، وأنه عن طريق الإتصال، يكسب المرء (...)
في رَوْضٍ يَتَنَفّسُ النارنجَ ومِسْكَ الليل،
جلس حبيبان يتسامران، تحت نور القمر.
هي تَنْقُرُ على قيثارها، وهو يترجم نقراتِها. هي متكئةٌ على أوتارها، وهو متكئٌ على صندوق ألوانه، الشاعرة.
هذه ترجمة لتلك النقرات على أوتار الحب :
أما يزال الحب يربط بين (...)