كان الوقت غروبا عندما أحست بنسمات بحرية باردة تمر على المدينة وتلفح وجهها ببعض الملوحة جعلتها تعود إلى غرفتها وتتمدد على سريرها الذي لم تغادره هذا اليوم إلا لبعض اللحظات، شعور بالضيق ووخزات بقلبها دفعتها للنهوض مجددا والاقتراب مرة أخرى من النافذة (...)
في كوخ الجدة ما زالت تخفي أشياءها، ولا زالت تحلم بالبحر و الشرائط الملونة ، وما زالت تقطف حبات العنب الحامضة وتتلذذ بحموضتها ، وأشجار التين تذكرها نضوج حباتها بقدوم الخريف وذكرياته ، أشجار تخفي أول حب في حياتها ، تغوص في غياهب الماضي وتحس أن الحياة (...)