ناقشت الندوة التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي موضوع الكتابين الفائزين في الدورة الرابعة للجائزة، كان أوّلهما كتاب "التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر" حيث بيّن عمار أسلوب معالجته لموضوع الإحياء الصوفي بمصر والمنهج البحثي والتحليلي والدلالي الذي قدم من خلاله إثباتا للاستنتاجات التي توصل إليها بدراسة حالتين لطريقتين صوفيتين بارزتين ومناهج البحث فيها. كما ناقش عمار دراسة التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر من عدة اعتبارات منها وجود اعتقاد سائد في أن الصوفية تضع حداً فاصلاً بين الدين والسياسية عبر أسسها الأربعة القائمة على "الزهد" و"المحبة" و"المعرفة" و"الولاية" حيث شرح عمار بان هذا يبرر ضرورة بحث صدق وواقعية هذا الافتراض في الممارسة الحياتية لأتباع الطرق الصوفية من جهة والمعطيات الأولى للفكر الصوفي من جهة ثانية. وتحاور عمار مع الحضور حول ظاهرة إقبال الباحثين على دراسة المجتمع المدني والمراهنة على تقويته. وفي محور الندوة الثاني، ناقش قيس صدقي رحلته في كتابة "سوار الذهب" ودور اللغة المبسطة في تنمية مهارة القراءة وبين ضرورة أخذ مميزات جمهور أدب الطفل بعين الاعتبار وفهم متطلباتهم وأهمية تناسب المادة المقروءة مع ثقافة الشرق الأوسط وضرورة احترامها. وأضاف أن إنتاج الكتاب الجيد مسؤولية مشتركة ولا تقتصر على الكاتب وحده. وتحاور قيس مع الحضور في موضوع الكتاب والذي تدور احداثه عن تربية الصقور وتدريبها، وبيّن ما ينطوي عليه الكتاب من قيم وأخلاق عربية نبيلة وما اضافته تقنية الشريط المصور في تقديم القصة للطفل بأسلوب سهل يجمع بين الإفادة والتشويق. ويذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب قد سبق لها عقد عدد من الندوات الثقافية في مختلف العواصم العالمية منها القاهرة، الكويت، بيروت، نيويورك، لوس انجيليس، فرانكفورت وغيرها من العواصم والمدن. وهي جائزة مستقلّة ومحايدة تؤمن في خلق محيط فكري للمنافسة الإبداعيّة النزيهة التي تزيد من نهضة الكتاب العربيّ وتجسير علاقته بالقراء عبر الترشح باعمالهم الإبداعية كل عام، مما يتيح الفرصة لتثمين انجازاتهم والتشديد على قيمتها في تعزيز التنمية الحضاريّة للشعوب. وللإشارة فقد حاضر بهذه الندوة كل من د. عمار علي حسن، الفائز بجائزة فرع التنمية وبناء الدولة، وقيس صدقي، الفائز بجائزة فرع أدب الطفل، وأدار الندوة د. يوجين روغان، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في الجامعة، الذي نوه خلال افتتاحه للندوة على دور الجائزة في جسر الهوة بين الشرق والغرب.