يتجمع آلاف السودانيين في المساجد وعند الأضرحة بالعاصمة الخرطوم كل أسبوع للاشتراك في حلقات الذكر ومن أهم تلك الأضرحة ضريح الشيخ حمد النيل في منطقة أم درمانبالخرطوم، الذي يلتقي عنده مئات من أتباع الطريقة القادرية يوم الجمعة من كل أسبوع في حلقة ذكر في الهواء الطلق على إيقاع الطبول. وكان الشيخ حمد النيل من الزعماء الروحيين للطريقة القادرية. والذِكر مجموعة من الابتهالات والأدعية والأناشيد الدينية. ويبدأ الذكر في العادة بتلاوة آيات من القرآن الكريم تليها ابتهالات وأدعية تسمى الأوراد حسب كل طريقة صوفية. وقال الشيخ خالد حسن أحد أتباع الطريقة الصوفية القادرية "الطرق الصوفية في السودان تختلف حسب القبائل. الطرق السمانية.. القادرية.. البهائية.. الدسوقية.. الأحمدية. تتعدد الطرق ولكنها من أصل التصوف والتصوف يعني الأدب الروحي للمتصوف." ويتحلق المشاركون في حلقات الذكر في دائرة كبيرة ويندمجون في مشاعر روحية يقولون إنها ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء فيتخلصون من المشاعر الدنيوية ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم إلى الوجود الإلهي. وأضاف الشيخ خالد حسن "المتصوف عندما يدخل هذه الحالة يدخل في حالة من الذكر ويكون لا يدري بما يفعله. والأشياء التي يفعلها لا يدري بها إذا سألته عنها بعد الذكر." والقادرية من الطرق الصوفية الرئيسية في السودان بعد الطريقة السمانية التي يعتقد أنها أكثر الطرق الصوفية السنية أتباعا في البلد. واتخذت الطريقة القادرية اسمها من مؤسسها الإمام الصوفي عبد القادر الجيلاني الذي ولد في جيلان ببلاد فارس قديما، وتوفي في بغداد بالعراق، وكان من كبار الفقهاء ولقب "تاج العارفين". ومن المألوف أن تنتمي أسرة بأكملها إلى إحدى الطرق الصوفية. وقال الشاب أحمد عبد الله البالغ من العمر 18 عاما "هناك تدين في البيت وكله وجميعهم يأخذون طريق الصوفية." وأضاف "كل أسبوع نأتي هنا للذكر. بعض المرات نمشي هناك كل خميس للذكر ليلا." وينتشر أتباع الطرق الصوفية بصفة رئيسية في الأجزاء الشمالية والوسطى بالسودان. وجدير بالذكر أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير عقد آخر اجتماعاته الحاشدة قبل انتخابات الرئاسة الأخيرة، بأحد مساجد الصوفية في الخرطوم قبل يومين من بدء التصويت في 11 أبريل الجاري.