استضافت اليوم، السبت، الطريقة العزمية بمقرها جلسة موسعة لمشايخ الطرق الصوفية دعا لها على الخضرى شيخ الطريقة السعدية، وذلك لبحث طرق التصدى للسلبيات التى طرأت على احتفالات وفعاليات الطرق الصوفية، وبالتحديد فى حلقات الذكر وتقدم المناقشة الشيخ فوزى الزفزاف العالم الأزهرى، والدكتور أحمد السايح، الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتور عبد الله كامل، وحضر الجلسة نحو 20 من مشايخ الطرق الصوفية، أبرزهم علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية والذى انعقدت الجلسة فى مقر مشيخته، والشيخ على الخضرى، شيخ الطريقة السعدية، وكذلك مشايخ الطرق الشبراوية، والجوهرية، والميرغنية، والفاسية، والهاشمية، والإمبابية، والكناسية. وجدد أبو العزائم رفضه لتساهل المحليات مع بعض المظاهر السلبية التى تتم فى الموالد، ومن أبرزها منح تصاريح "للراقصات ومتداولى الممنوعات والطرق غير المعتمدة" لإقامة خيام فى المولد، على الرغم من أنه لا علاقة لهم بالطرق الصوفية، حسب تعبيره. ومن جهته حمل الشيخ على الخضرى مسئولية ما وصفه بالفوضى على مشيخة الطرق الصوفية، ومجلسها الأعلى، وقال إن مشايخ الطرق لا يتحملون وزر ما ينسب من مخالفات للطرق الصوفية، لأن المخالفات التى تتم من أتباع ومريدى الطرق يتم الإبلاغ بها للمشيخة، ولكنها لا تتحرك لمواجهة تلك المخالفات مراعاة لهذا الشيخ أو ذاك لصالح حسابات انتخابية. مشيراً إلى أن المشيخة لا تتصرف بعدالة مع الطرق الصوفية، وتعامل المشايخ وطرقها وفق قربها أو ابتعادها عن مصالحها الانتخابية. وقال الخضرى إن حال المشيخة لن ينصلح أبداً إلا إذا انصلح حال القائمين عليها، مشيراً إلى أن أغلبهم لا يعرف شيئاً عن التصوف، ويقضون وقتهم فى الاجتماعات، والخلافات، وأضاف أن المخالفات مسئولية شيخ المشايخ، والمجلس الأعلى، والمحليات، ووزارة الداخلية. ومن جهته أشار الشيخ الحسين أبو الحسن شيخ الطريقة الجوهرية الأحمدية إلى أن فرقة الطرق الصوفية هى السبب فى عدم القدرة على مقاومة المظاهر السلبية التى تلتصق بالصوفية، مشيراً إلى أن الصوفيين الأوائل لم يكونوا يسعون نحو إمارة أو منصب، كما كانوا يرفضون العمل بالسياسة، لأنها تلهيهم عن ذكر الله، ومحبة رسوله وآل بيته، داعياً مشايخ الطرق إلى أن يكونوا نموذجاً حسناً وقدوة لمريديهم. ودعا الشيخ عبد الباقى الحبيبى، شيخ الطريقة الحبيبية، المسئولين إلى استصدار قانون يحظر ارتداء الزى الأزهرى إلا على علماء الأزهر الشريف، ومنع المنشدين من ارتدائه منعاً باتاً. وطالب الشيخ علاء أبو العزائم بتوضيح حكم ضرب الدفوف والتمايل فى حلقات الذكر والاختلاط بين النساء والرجال فيها، مشيراً إلى أن بعض هذه الممارسات تخرج عن الغرض منها، وهو ما رد عليه الشيخ محمد النويتو شيخ الطريقة الكناسية الأحمدية بمطالبة مشايخ الطرق بضرورة مشاركة مريديهم فى حلقات الذكر، تجنباً لأى مظاهر سلبية، إلا أن الدكتور عبد الله كامل أكد أنه لا يمكن تحريم التمايل والغناء وضرب الدفوف على إطلاقها، وإنما هناك الكثير من الأمور المباحة التى تتحول إلى مخالفات إذا أسىء استخدامها، مشيراً إلى أن الاختلاط فى مجالس الذكر ليس حراماً إذا لم يكن مخالفاً، وكذلك بعض الرقص، والغناء، وضرب الدفوف إذا كان الهدف منها ليس حراماً، مشيراً إلى أن الدور الواجب على الصوفية هو أن يبحثوا عن الرخص التى تأتى بالفرج للسائلين، شرط أن تكون مبنية على أدلة صحيحة، وذلك فى مواجهة المتشددين، حسب تعبيره، الذين يطلقون أحكام التحريم بلا دليل، متجاهلين رخص الله لعباده. ومن جهته دعا الشيخ فوزى الزفزاف العالم الأزهرى، وعضو مجمع البحوث الإسلامية إلى أن يحرص مشايخ الطرق الصوفية بالتعاون من المعنيين على تنفيذ التوصيات التى يخرج بها المشايخ فى اجتماعاتهم، وقال "علينا أن نسأل أنفسنا عن هل طبقت توصيات الجلسة الماضية أم لا" فى إشارة منه إلى جلسة مشايخ الطرق التى انعقد أوائل شهر فبراير الماضى بمقر مشيخة الطريقة الشبراوية الخلوتية، والتى تضمنت نشر أسماء الطرق الصوفية المعتمدة من المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وتجميع الأبحاث المتفرقة التى تهدف إلى تنقية الطرق الصوفية من الشوائب ونشرها، وبذل مشايخ الطرق جهوداً من خلال الاحتفالات السنوية بتنبيه مريديهم إلى مخاطر أدعياء الصوفية. يذكر أن عبد الهادى القصبة، شيخ الطريقة القصبية والقائم بأعمال مشيخة الطرق، تغيب عن حضور الجلسة، لأسباب قال إنها خاصة، على الرغم من تقديم الدعوة له للحضور، وكان علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، والمتنازع معه على منصب شيخ المشايخ قد أكد فى وقت سابق أنه رفض طلب القصبى أن يكون اجتماع المشايخ فى مقر مشيخة الطرق الصوفية.