أحيت مسمعات الطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب وفرنسا (مجموعة رابعة)، مساء نهاية الأسبوع الماضي (4- 9- 2010) بالرباط، أمسية للسماع الصوفي وذلك بمناسبة شهر رمضان الفضيل. وتميزت هذه الأمسية الرمضانية، التي احتضنها مركز الاستقبال لمؤسسة محمد السادس بمدينة العرفان، بالوصلة الجماعية للفرقتين، إذ توزعت وصلاتهما ما بين قصائد صوفية وأذكار جماعية وصلوات على الرسول الكريم حملت الحاضرات إلى عوالم الصفاء الروحي والنقاء الوجداني. وفي كلمة بالمناسبة، قالت السيد رشيدة عزام، مريدة الطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب، "إن السماع يأتي بعد الذكر والمذاكرة في الله، فحين تسبح الروح في ملكوت بارئها، تنطلق الألسنة بما يتأجج في الصدور من المعاني السامية، كلاما جميلا صادقا، يتغنى به الصوت العذب وتطرب لسماعه الروح التي تهفو للقرب". وعن مسمعات الطريقة بفرنسا أو مجموعة "رابعة"، قالت السيدة عزام إنهن "تربين في الطريقة على التعلق بالله ومحبة رسوله إسوة بالمؤمنين الصادقين على الرغم من تباين أجناسهم". وبدورها قالت السيدة ماري هيلين داسافي، الملقبة بمريم، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن "السماع الصوفي يعد من تجليات الروح المتضرعة إلى الله التي تنشد عالما غير الذي نلمسه في واقعنا الاعتيادي اليومي"، مضيفة أن هذا الفن يحمل المنشد والمستمع إلى عوالم النقاء الوجداني. وأضافت أن الإنشاد الصوفي "يلين القلوب المتحجرة ويقربها إلى العالم الروحاني، كما يخلصها من العلل، وينتشلها من بحور المادة ومن سجن الطبيعة".