الأربعاء, 24 شباط/فبراير 2010 16:09 على الرغم من تحفظ الفنان والملحن المغربي عبد الله عصامي على الإجابة على مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بموجة"الهيب هوب"، التي التقطت هوى آلاف الشباب المغربي، إلا أنه لم يمانع من تقديم ملاحظاته الفنية بذكاء ولين و"شطارة" مراكشية دون أن يمس أحدا بسوء أو يجرح الآخرين. وخلال أجوبته، الشحيحة في معلوماتها، يقدم الفنان عبد الله عصامي مجموعة من الافكار الفنية للنهوض بالأغنية المغربية، مشيرا إلى أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، دون أن يغفل التأكيد على ضرورة تشجيع الأجيال الفنية وفق شروط يقدمها في الحوار الآتي: بداية كيف تذوق عبد الله عصامي الموسيقى قبل ان يصبح موسيقيا؟ منذ الصغر كنت أسمع للأصوات التي ترتل القرآن الكريم، وأستمع للأمداح والإنشاد، خاصة من أؤلئك الذين يتقنون بأصواتهم الرخيمة أداء ما يسمى ب"البيتين"، وأيضا أنصت للمجموعات التي تنشد الأذكار في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مثل إنشاد البردة الهمزية.. من خلال تجربتكم الفنية، كيف السبيل ليقوم الجيل الفني الصاعد بما قام به جيل الرواد في الأغنية الأصيلة؟ في رأيي على الشباب أن يهتم بالموسيقى المغربية كما كانت في الجيل القديم، الذي عمل ولا زال يعمل للحفاظ على أصالة الأغنية المغربية، وهناك أجيال شابة يعملون بنشاط ويستحقون التشجيع الكامل من الجمهور من أجل حمل مشعل الفن المغربي، بدل الانشغال بما لا ينفع.. وعلى الشباب، الذي يريد حمل هذا المشعل أن يحرص على العلم بالموسيقى وإتقان العزف الرفيع بالكلمة الرقيقة في كل مجال، سواء كان دينيا أو اجتماعيا أو عاطفيا للحفاظ على الذوق الرفيع.ما هي المعايير التي تمكننا من الحكم على أي إبداع فني بالجودة أو الرداءة؟ الفن الأصيل هو الذي يظهر نفسه بنفسه، فإذا كان هذا الفن على تراكيب مفيدة من حيث المقامات والإيقاع، وكانت الكلمات رفيعة، وتوفر الصوت الحسن.. فهاته عناصر تجعل الأذن الصائغة والنفس ترتاح لهذا الفن وتحكم عليه أنه جيد ونافع نظرا لتوفر العنصر الجمالي فيه. في نظرك كيف يصبح الفنان الشاب مبدعا من الناحية الفنية؟ إذا كان صوت الشاب جيدا وجميلا، فعليه أن يهتم بعلم الموسيقى ويصقل صوته بالتمارين الموسيقية ويحتك مع الفنانين لتظهر موهبته وتترسخ، وأن يكون ذا خلق حسن وصوت جميل، وإذا كان الحال كذلك فلابد أنه سيلقى التشجيع من لدن الجميع. تتعدد الموجات الفنية بالمغرب، في نظركم ما هي خصائص الفن الجميل؟ نحن في المغرب، والحمد لله، لنا كيان أصيل في الفن، كما أن الجمهور المغربي يهتم بالفن الجميل كان مغربيا أو عربيا أو غربيا في حدود الفن الكلاسيكي للفنانين المرموقين. ولا بأس أن يتطور الفن من حيث الرقة والجمالية المبثوثة في الفلكلور المغربي والآلة الأندلسية وفن الملحون بالإيقاعات المبتكرة التي تنبني عليها الأغاني ذات الكلمات الرفيعة. في الفن، كما في العلم كما في مجالات أخرى، هناك أناس مبثوثون دون أن يكون لهم إلمام بهاته المجالات، كيف ترون انتشار هؤلاء في كل المجالات؟ كل من يقوم بشيء لا ينفعه ويعتبر نفسه أنه يفعله دون إتقان، فنصيحتي له ألا يتابع هذا الطريق، لأنه سيأتي يوم أو وقت يكبر فيه هذا الشخص على هذا الحال ولا يجد فيه منفعة.. فعلى كل فرد أن يعمل عملا صالحا ينفعه في حياته وينفع وطنه، وأقول هذا لأني لا أريد لهؤلاء إلا الخير والمنفعة ليكونوا قدوة للأجيال اللاحقة، وذلك لا يتم إلا بالتسلح بالعلم العام وتعلم جميع اللغات للإبداع في مجالات اهتمامهم. حاوره: أبو محمد الأمين