منذ فترة ليست بقصيرة والقناة الثانية دوزيم تواصل نهجها المصر على استفزاز مشاعر المغاربة وخدش مقوماتهم الدينية والأخلاقية وزعزعة منظومة تقاليدهم وأعرافهم، عبر ما تبثه من برامج وأفلام مخلة بالحياء لا علاقة لها بالمجتمع المغربي المسلم، وعلى سبيل الذكر لا الحصر نذكر: bande a part, students body إضافة إلى سلسلة شرائط سينمائية يستحيل مشاهدتها في جلسة عائلية، وكذا شرائط إشهارية من قبيل Free Gum وsunsilk gel. حديثي هنا ليس عن كل هذا لكنه عن قطرة في هذا البحر الهجين، إنه عن إنتاج قناتنا الثانية خلال شهر رمضان: السلسة الهزلية: للافاطمة، فرغم ما لاقته هذه السلسة من انتقادات خلال العام الفارط وما أثير حول تمويلها من شكوك فإن فطاحلة الإعلام المرئي بقناة دوزيم أبوا إلا أن ينغصوا علينا أوقاتنا بطلعة للا فاطمة غير البهية، والمثير أنه خلال حلقة يوم الاثنين ارتفع إيقاع السخافة من مستويات هرني نضحك وكولها واضحك عليها، لتصل إلى مستوى استغلال مجموعة من أخلاق وتعاليم الدين من أجل الضحك على المشاهدين لا إضحاكهم، ذلك أنه من خلال هذه الحلقة كان هناك شابان تصور الحلقة أنهما التزما بدين الله وصارا يتحدثان عن مسائل كتجديد الوضوء، وأداء الصلاة في وقتها، وإفشاء السلام، والنصيحة في الدين، لتجمع هذه الحلقة كل هذه الأمور في صورة ساخرة ومستخفة بالإسلام ومن يلتزم به، جاعلة من هذين الشابين نموذجين للتزمت والتطرف والسخرية. وهنا أقول لكل أهل للافاطمة أن سلوكات كإفشاء السلام وتجديد الوضوء، وأداء الصلاة والنصيحة هي من صميم ديننا، مارسها ويمارسها وسيمارسها المسلمون، بدءا من محمد صلى الله عليه وسلم وانتهاء بآخر من سيستمسك بدينه على هذه البسيطة، كما أقول لهم إن الإسلام أمر بالعلم والعمل والعبادة ولم يجعل واحدا منهم يقوم مقام الآخر، وبالتالي فلا نجعل العلم أو العمل قائم مقام العبادة، وأقول لهم إن الإسلام لم يحرم تعلم الذكور والإناث معا، لكنه حرم الاختلاط الماجن الذي يؤدي إلى تفسخ الأخلاق وإتيان المحرمات، وأقول لهم إن الحجاب أمر إلهي نزل في القرآن ولم يأت به فقيه متطرف ولاعالم ظلامي، فإن كان لأحد أن يخجل فالخجل وجب على حفنة المفسدين الذين رفضهم المجتمع في غير ما مرة، لكنهم مازالوا يحلمون أن يرقص المغاربة على أنغام هترهم، ولهؤلاء أقول: المغاربة أعلنوها ملكا وشعبا، في الحاضر وعبر التاريخ أنهم مسلمون، وأنهم مسلمين سيظلون، ومن أراد أن يعيش أنماطا متفسخة، منحلة لا تؤمن بخرافة الدين والتقاليد والعادات فليبحث له عن موطئ قدم أو مستقر غير المغرب فلن يكون مغربنا يوما مستباحا. فاللهم إن هذا منكر. إدريس الحو (متتبع)