السيدة لينا خلوق مصطفى طبيبة بمستشفى اليرموك ببغداد، متزوجة أم لطفلين، عاينت أحداث اليوم الثاني من شهر رمضان، هذا اليوم الذي عرفت فيه بغداد انفجارات أمام كل من مقر الصليب الأحمر ومركزين للشرطة في العلم والدورة ببغداد، وتعرضت مدرسة ابتدائية، يدرس بها ابنا لينا، ببغداد لسقوط صاروخ جعل وزارة التربية والتعليم العراقية تصدر قرارا بإغلاق كافة مدارس بغداد لأجل غير مسمى. تحدثت لينا للتجديد بصوت حزين ومتقطع واصفة وضع بغداد مساء الإثنين الماضي قائلة: اسقبلنا رمضان هذه السنة بالحزن والأسى، فمدينة بغداد كئيبة، لأننا نعيش حالة أمنية سيئة، إذ أكاد أجزم أن الأمن شبه منعدم بالعراق، وكمثال على ذلك أنني أصبحت أتنقل بسيارة الأجرة إلى عملي عوض سيارتي الخاصة. وعن أحداث الانفجارات التي عرفها العراق تضيف لينا: نحن نعيش ثاني يوم في رمضان حالة مأساوية، لأنه كان حافلا بالأحداث فقد قتل عراقيون أبرياء في الانفجارات، نحن نريد مقاومة الاحتلال ولكن في الوقت نفسه ينبغي أن لا نخطأ الهدف، فأكثر العاملين الآن بالمؤسسات الإنسانية عراقيون أما الأمريكيون فقد قاموا بإبعاد أكثر من سبعين بالمائة منهم عن العمل بمثل هذه المؤسسات. وعن مدى صبر وتحمل العراقيين لواقع الاحتلال الأمريكي تصرح لينا بكل تذمر وإحباط: الشعب العراقي تدرب أيام الحصار العصيبة على التأقلم مع صعوبات كثيرة، استطاع في تلك الفترة الاستمرار في العيش بموارد قليلة وغيرها، لكن كان الكل يعيش في أمن وسلام، أما الآن فنحن نعيش في حالة إحباط ولا يظهر لي أي انفراج، لأنه لا أحد استطاع مد يد العون والمساعدة لنا، ونحن بحاجة شديدة الآن لمن يعيد لنا الأمن بوطننا، نحن نحاول بإمكاناتنا البسيطة أن نلم أشلاءنا ونواصل مسيرنا، لكن لم نستطع، لأنه حسب ما يبدو لي أن تجاوز النفق المسدود يحتاج لوقت طويل. أما استعداد سكان العراق لشهر رمضان ومدى حفاظهم على العادات تقول لينا: بعض العادات تركناها منذ أيام الحصارلأن إعداد بعض الأكلات يتطلب مبالغ مالية كبيرة، والآن أصبح الوضع أكثر سوءا، فأعلى مرتب يبلغ 180 دولار أمريكي، فهذه السنة لم نعد أي أكلات خاصة برمضان، فأنا طبيبة مثلا راتبي هو 88 دولار أمريكي... كيف نعد أطباقا خاصة برمضان يكون احتواؤها على اللحم ضروري، هذا الأخير أصبح ثمنه مرتفعا إلى جانب الغلاء الشديد في كثير من المواد الغذائية خديجة عليموسى