قال علماء مسلمون في إندونيسيا:إنهم سيبلغون الرئيس الأمريكي جورج بوش أن السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط التي تعتبر منحازة للكيان الصهيوني من الأسباب الأساسية للهجمات الإرهابية التي استهدفت مصالح غربية وسائحين في آسيا. لكن العلماء في أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان (210 ملايين نسمة) لا يتوقعون أن يصغي بوش إليهم خلال اللقاء الذي كن مقررا أمس (الأربعاء). وقال حازم موزادي زعيم جماعة نهضة العلماء -أكبر جماعة إسلامية في البلاد؛ إذ تضم 40 مليون عضو-: سأقولها كما هي: في إندونيسيا الغالبية مستاءة من الموقف الأمريكي من الصراع في الشرق الأوسط. وقال موزادي: لكني لن أدعي أن الرئيس بوش سيستمع إلي، إنني أعي مَنْ أكون أنا، على أي حال مجرد ممثل لجماعة ما، في حين يجري تجاهل حتى الأممالمتحدة. وقال أكاديميون:إن زيارة بوش التي ستستغرق 4 ساعات تأتي في وقت بلغت فيه المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في إندونيسيا ذروتها منذ عقود بسبب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق وتأييد واشنطن لإسرائيل. وقال سيافي معارف زعيم ثاني أكبر جماعة إسلامية في البلاد (الجماعة المحمدية): إن سياسات واشنطن في الشرق الأوسط غير عادلة، وأصبحت تسهم في تعزيز الإرهاب. وأضاف: السياسة الخارجية للولايات المتحدة موالية بشدة لإسرائيل... ومعاناة الفلسطينيين تزداد حدة يوما بعد يوم، واليأس والإحباط قد يؤديان إلى عمل غير رشيد. وتدير الجماعتان (نهضة الأمة والمحمدية) شبكة من المدارس والمؤسسات الخيرية في مختلف أرجاء البلاد. ومن المقرر أن يجتمع بوش مع العديد من علماء الدين المعتدلين، ومع الرئيسة ميجاواتي سوكارنو بوتري خلال توقفه في بالي (الجزيرة التي تقطنها أغلبية من الهندوس، وتبعد نحو ألف كيلومتر شرق جاكرتا). وتأتي زيارة بوش لمنتجع بالي بعد أكثر من عام بقليل على تفجير ملهيين ليليين مزدحمين بالسياح الأجانب هناك. وأسفر الهجوم عن سقوط 202 قتيل. وقالت جاكرتا: إنها ستنتهز فرصة الاجتماع لتحث واشنطن على مكافحة الإرهاب من خلال القانون وباحترام حقوق الإنسان. وقال معارف -الذي وصف بوش ذات مرة بأنه رجل مجنون لشنه عمليات عسكرية ضد العراق-: إنه فيما يتعلق بالإرهاب سنبلغ الولاياتالمتحدة أننا جميعا في قارب واحد. نحن هنا لمكافحة الإرهاب؛ لأن الإرهاب ضد الحضارة أيا كان من يقوم به. وتقول جماعة المحمدية: إنها تضم 30 مليونا في عضويتها، بعضهم من الشخصيات الحكومية البارزة.