تنتهي اليوم بمركز الاستقبال والندوات بالرباط الندوة الوطنية لبدء برنامج ميدا في شقه المرتبط بإدماج الأشخاص المعاقين، ومن خلال أشغال الندوة ومضامينها التي ستنكب عليها لجن عمل سيدخل التعاطي الحكومي والجمعوي مع إشكالات الإعاقة والمعاقين مرحلة نوعية متطورة، وذلك بتنفيذ ما وقعت عليه كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والتضامن والعمل الاجتماعي والاتحاد الأوروبي من اتفاق شراكة يهم شطره الأول إنجاز بحث وطني حول الإعاقة والشطر الآخر إنشاء مركز جديد لإدماج المرأة في التنمية، وسيمكن الشطر الأول من الفهم العلمي الدقيق لظاهرة الإعاقة وأسبابها السوسيو ثقافية وأوضاع المعاقين وخصائصهم النفسية والاجتماعية في أفق تكوين قاعدة بيانات إحصائية لدى كتابة الدولة تتجاوز الجرد الرقمي إلى معرفة الجوانب الكيفية للموضوع، وتساعد الكتابة على دعم قدراتها في مجال تدخلها وتأهيلها للأشخاص المعاقين. وشددت كاتبة الدولة المكلفة بالأسرة والتضامن والعمل الاجتماعي ياسمينة بادو في تدخلها ليوم أمس أن على المجتمع المغربي أن يتعبأ برمته لتمكين الشخص المعاق من حقوقه وجعله مواطنا كامل المواطنة في ميادين الحياة المختلفة، وأضافت أن الندوة مناسبة للتوصل إلى رؤية شمولية تشاركية بين القطاعات الحكومية المعنية وجمعيات المجتمع المدني المختصة لإدماج المعاقين، وأشارت المسؤولة الحكومية إلى أن أوراش الندوة ستقود إلى تحديد الأدوات المنهجية التي ستحكم برنامج ميدا طيلة مدة تنفيذه، وأيضا إلى التدقيق في جملة مفاهيم ضابطة سيعتمد عليها في البحث الوطني حول الإعاقة كمفهوم الإعاقة والمعاق. وتدخل سفير ورئيس مندوبية اللجنة الأوروبية بالمغرب سين دويل في الجلسة الافتتاحية للندوة موضحا أن سبب تأخر انطلاقة الشق المتعلق بإدماج المعاقين في برنامج ميدا مع أن المغرب والاتحاد الأوروبي وقعا الاتفاق الخاص به قبل 3 سنوات (غشت 2000) راجع إلى الصعوبات والوقت الذي تطلبه بناء مشروع متعددة الأبعاد ومتشابك الخيوط والمتدخلين، ودعا المسؤول الأوروبي المشاركين في الندوة إلى بذل كل الجهد لإنجاح المشروع. وصرح السيد محمد بن دردار عضو لجنة توجيه مشروع ميدا، وهو أحد المشاركين في الندوة ويمثل جمعية مفاتيح النور للموسيقى (جمعية تعنى بالمعاقين بصريا والتربية الموسيقية لديهم): لأول مرة في المغرب هناك توجه علمي في معالجة ظاهرة الإعاقة بدل الإحصاء من أجل الإحصاء، ذلك أن البحث الذي سيجري سيمكن من خلق قاعدة معطيات تساعد على إدماج المعاقين، وحول إشكالية تحديد مفهوم المعاق ومدى أهميتها اعتبر بن دردار أنه من المهم مواكبة المستجدات العالمية وتحيين الترسانة القانونية، لكن الأهم -يضيف المتحدث- هو خلق جو ملائم لإدماج المعاق يجد فيه ذاته ويفجر فيه طاقاته ومؤهلاته. ولعل المتتبع لما قيل في الندوة يخلص إلى نتيجة مفادها أنه ثمة مقاربة جديدة على المستوى الدولي تجد لها صدى داخل بلادنا لمعالجة ظاهرة الإعاقة وأسبابها ودمج المصابين بها، بحيث لم يعد ينظر إلى الإعاقة بأنواعها الأربعة (الذهنية والجسدية والبصرية والسمعية) بتفسيراتها الطبية ومظاهرها الجسدية فقط كخلل في وظائف الجسم وعجز عن أداء الأنشطة البشرية بشكل عادي، ولكن أصبح ينظر إلى جانب آخر مهم هو أن عوامل المحيط الذي يعيش فيه المعاق تنطوي على معوقات تحول دون انخراطه انخراطا طبيعيا في أنشطة الحياة المختلفة. يشار إلى أن المشاركين في الندوة هم مسؤولو كتابة الدولة الوصية واللجنة المشرفة على برنامج ميدا وبعض المنظمات الدولية وقطاعات حكومية معنية بمجال الوقاية والتكفل بالمعاقين وبعض الخبراء وفاعلون في المجال الجمعوي سينتظمون في لجن يقود أشغالها أعضاء وحدة تسمى وحدة إدارة المشروع وتنكب كل لجنة على محور من المحاور المسطرة. ويروم القائمون على الندوة تحقيق الأهداف التالية: عرض أهداف البرنامج وأنشطته والنتائج المتوخاة منه، وإغناء الاستراتيجيات الأولية بملاحظات واقتراحات المشاركين، والتوصل إلى توافق حول المبادئ الموجهة للبرنامج بين مختلف المتدخلين، والتوافق حول مفاهيم وتعاريف يُحتاج إليها في البحث الوطني، والذي ستتم مناقشة الأدوات المنهجية والإجرائية لإنجازه. محمد بنكاسم بطاقة تقنية حول البحث الوطني للإعاقة - الهدف العام: التقليل من وقع العوامل التي تحد من تنمية المعاق بشريا واجتماعيا. - التمويل: الاتحاد الأوروبي: 18 مليون درهم و457 ألف و,320 والحكومة المغربية: 944 ألف درهم و.328 - مدة المشروع: من فاتح غشت 2003 إلى 31 يوليوز .2005 - طريقة التنفيذ: سينجز بحثان: أولهما سيشمل جهات المغرب كلها ويستهدف فئة المعاقين بعينة تمثيلية مكونة من 20 ألف أسرة، 1500 منها تضم عدة معاقين. وثانيهما بحث تكميلي يجرى لدى المصالح والبنيات الإدارية العمومية والخاصة المتخصصة في مجال استقبال المعاقين والتكفل بهم...