انصرف أكثر الناس من رجال ونساء، في مجالس المنازل وغيرها إلى الملاهي، التي بعضها مكروه، كلعب الورق من غير شرط على شيء، وأكثرها حرام، كالنرد (طاولة الزهر)اتفاقاً، والشطرنج عند الجمهور غير الشافعية. وقد تطغى على هذه المجالس الغيبة والنميمة، وتحريم ذلك واضح، لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) الحجرات/ ,12 وقوله صلى الله عليه وسلم:لا يدخل الجنة نمَّام وفي رواية:قتَّات. وعن عبدالرحمن بن غَنم، يبلُغ به النبي صلى الله عليه وسلم:خيار عباد الله الذين إذا رُؤوا ذُكر الله، وشرار عباد الله المشّاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرّاء العَنَت. هذا ما يدل على تحريم النميمة من السنة، وأما تحريم الغيبة في السنة، فأحاديث كثيرة تدل على تحريمها، منها:كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله. ومنها:من أربى الربا: استطالة المرء في عرض أخيه. ومنها:أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما تقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. أيهما أولى في الإجابة وفي حال التزاحم بين الولائم، ورد الحديث:إذا اجتمع الداعيان، فأجب أقربهما باباً، فإن أقربهما باباً أقربهما جواراً، فإذا سبق أحدهما فأجب الذي سبق. ويؤيده شاهد آخر عن عائشة: أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم:إن لي جارين، فإلى أيهما أُهدي؟ فقال: إلى أقربهما منك باباً.ومَن دعي، فرأى منكراً فلينكره، وإلا فليرجع، للحديث المعروف:مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. الأكل والشرب بالشمال من قبائح العادات التي يقلد فيها بعض المسلمين غيرهم من الأجانب الأكل أو الشرب باليد الشمال، ولا سيما حين إمساك السكين باليمين، والشوكة بالشمال، وترك التسمية في الشرب والأكل، وهذا خلاف السنة النبوية. عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:سمِّ الله وكل بيمينك. وفي حديث آخر:إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره. سهر الليل في الملاهي يكره النوم قبل صلاة العشاء، ويكره الحديث بعدها إلا لمصلحة مقبولة شرعاً، فما يفعله بعض الناس من السهر لساعة متأخرة من الليل في الملاهي، أو السهر على ما يعرض في شاشات التلفاز، فهو إما حرام أو مكروه بحسب اللهو أو المشاهدات. وإذا كان السهر سبباً في تفويت صلاة الفجر الصبح وهو الغالب، كان السهر حراماً، لأدائه لحرام، وهو طلوع الشمس وترك هذه الصلاة. ترك قراءة القرآن إلا في رمضان إن القرآن الكريم هو دستور المسلم والمسلمة، وهو مائدة الله تعالى ففيه بيان الحلال والحرام، والشرائع والقصص والأحكام، والتذكير بالله تعالى في الدنيا وبمشاهد القيامة وأهوالها، ومصير الناس إلى أحد شيئين: إما جنة الخلد التي تجري من تحتها الأنهار، وإما نار جهنم التي تتقطع لها الأكباد، وتحترق الجلود فيها والأحشاء.وتلاوة القرآن أفضل الأذكار، وفي تلاوة كل حرف من حروف كلماته عشر حسنات، ويطلب تدبر القرآن أي فهمه والتأمل فيه أثناء تلاوته، لقوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) محمد/ .24 وقال سبحانه: (ورتل القرآن ترتيلاً) المزمل/ ,4 والترتيل: تجويد القرآن وإعطاء الحروف حقها من مخارجها. وقراءة القرآن في المصحف أفضل من القراءة من حفظه، ويستحب تحسين الصوت بالقراءة، وتزيينها ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، والإسرار بالتلاوة، أبعد من الرياء، فهو أفضل في حق مَن يخاف ذلك، فإن لم يخف الرياء فالجهر أفضل، بشرط أن لا يؤذي غيره من مصلّ أو نائم أو غيرهما. وينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع والتدبر والخضوع لأمر الله، فهذا هو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب. وينبغي أن يحافظ المؤمن والمؤمنة على تلاوة القرآن ليلاً، ونهاراً، سفراً وحضراً، والأفضل أن يختم القرآن كل ثلاث، لقوله صلى الله عليه وسلم:لا يفقه مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث. ويستحب الدعاء عقب الختم استحباباً مؤكداً، وقال عليه الصلاة والسلام: تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عُقُلها. لذا ينبغي متابعة تلاوة القرآن، وترك العادة السيئة وهو أن الكثيرين لا يتلون شيئاً من القرآن إلا في رمضان. الدكتور وهبة الزحيلي