شككت الفصائل الفلسطيني في أهداف ونوايا حكومة الطوارئ الفلسطينية التي شكلها أحمد قريع أبو علاء الأحد الماضي.وعبرت ممثلو هذه الفصائل ل"التجديد" عن قلقهم من تشكيل حكومة الطوارئ الفلسطينية خشية أن تساهم هذه الحكومة في تفتيت الوحدة الوطنية. حماس: استجابة لنداءات خارجية أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن حكومة الطوارئ الفلسطينية التي تم الإعلان عن تشكيلها جاءت استجابة للنداءات الإسرائيلية الأمريكية. وقال عدنان عصفور أحد قادة الحركة في الضفة الغربية إن الشعب الفلسطيني يمر بظروف صعبة ويتعرض لهجمات إسرائيلية شرسة. مضيفا أن تشكيل حكومة الطوارئ رسالة سلبية لأن ذلك يعني أن هذه الحكومة معنية بالأمن الداخلي الفلسطيني للكيان الصهيوني. وتابع: يفهم في العادة من حكومة الطوارئ أن هدفها حماية الشعب ومقدراته التي تهدده، وإذا كان هدف حكومة الطوارئ هو إصلاح مؤسسات السلطة الإدارية والخدماتية والمدنية فإنها ستلاقي ترحيبا كبيرا، لكن مازال العدوان مستمرا ومتواصلا، وإذا كان هدف الحكومة الجديدة هو الوضع الأمني الداخلي فسيسقطها وسيفشلها الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لأنها تستجيب للإملاءات الهادفة إلى وقف المقاومة. الجهاد: لم نسر بهذه الحكومة وأعربت حركة الجهاد الإسلامي عن تخوفها من تشكيل حكومة الطوارئ المقلصة، مؤكدة أن المطلوب هو إصلاح جذري للفساد. وقال "خضر حبيب" ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية في غزة إن تشكيل الحكومة الجديدة لم يسر أحد. وأضاف: حقيقة نحن لم نسر بهذه الحكومة، وكنا نود أن تكون حكومة عادية تقوم بالمهام الملقاة على عاتقها كإصلاح الفساد. وأشار إلى أن حكومة الطوارئ تعني أن شيئا ما غير طبيعي أو عادي، مؤكدا أن حركة الجهاد "تخشى من المستقبل ويبدو أن شيئا يلوح في الأفق". الديمقراطية: تشكيل الحكومة يعكس أزمة من جهته أكد "تيسير خالد" القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تشكيل الحكومة المؤقتة جاء بعد ضغوط خارجية. وأضاف أن "تشكيل حكومة طوارىء يعكس الأزمة السياسية العميقة التي يعاني منها النظام السياسي الفلسطيني ولا يقدم حلولاً ناجعة للتحديات الراهنة ومتطلبات مواجهة سياسة حكومة شارون وممارساتها الإرهابية وعدوانها ضد الشعب الفلسطيني. وشدد على أن "هذه الخطوة التي تأتي تحت وطأة الضغوط الخارجية المتصاعدة لن تنجح في درء أو احتواء هذه الضغوط، بل ستشجع على تصعيدها في محاولة لزج الحكومة في مواجهة مع شعبها بحجة تفكيك ما يسمى بالبنى التحتية للمقاومة". جبهة النضال: الحكومة لا تشكل توافقا وطنيا وأكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن إعلان حالة الطوارىء ليس الخيار الوحيد لمعالجة الوضع الداخلي الفلسطيني. وأضافت في بيان صدر عنها في الأراضي الفلسطينية أن حكومة الطوارئ "ستعتمد على الخيار الأمني وتستند على قاعدة ضيقة لا تشكل توافقا وطنيا عريضا". وتابعت الجبهة أن "استمرار وتصاعد العدوان الإسرائيلي وإجراءاته من تكثيف للاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري ومواصلة سياسية الحصار والعقاب الجماعي وعمليات القتل والاغتيال وتدمير البيوت ومصادرة الأراضي يتطلب في هذه المرحلة تصليب الوضع الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بأوسع ائتلاف وطني وسياسي ممكن، وتحظى باوسع قاعدة جماهيرية تمكنها من معالجة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني". فتح: دعوة لمقاطعة الحكومة أما حركة فتح الكتلة الأكبر في المجلس التشريعي فقد دعت الفلسطينيين و كافة المؤسسات و الفعاليات الفلسطينية إلى مقاطعة "حكومة الطوارئ" التي أعلنها أبو العلاء. وأكدت في بيان صدر عنها في رام الله "أن هذه الحكومة تتعامل مع القضية الفلسطينية كمشكلة أمنية داخلية و ذلك وفقاً للإملاءات الأمريكية الصهيونية الهادفة لإنقاذ الاحتلال وتسقط الجوهر السياسي للقضية الفلسطينية كقضيّة شعب محتل له كامل الحق في مقاومة الاحتلال من أجل الحرية و الاستقلال". و اعتبرت الحركة في بيانها أن مجرّد إعلان مثل هذه الحكومة هو تحميل المسؤولية للشعب الفلسطيني عن تدهور الأوضاع رغم أنه "الضحية" تبرئة للاحتلال "الجلاد" . و رأى البيان أن هذا الإعلان هو استكمال تدمير ما تبقّى من الاقتصاد الوطني و تدمير مقوّمات صمود المواطن الفلسطيني على أرضه و وطنه . الشعبية: مطلبنا قيادة موحدة وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من جانبها على أن إعلان حالة الطوارئ و تشكيل حكومة طوارئ "لا يلبي الحاجة الفلسطينية الملحة التي تتطلب تشكيل قيادة وطنية موحّدة تشارك فيها كلّ القوى الفاعلة و المناضلة". وأكد في بيان صدر عنها في الأراضي الفلسطينية أن "الحكومة اليمينية القائمة في دولة الكيان الصهيوني و التي ترتكب المزيد من الجرائم بحق شعبنا و تمارس أبشع أشكال إرهاب الدولة قد أمعنت في تنكّرها لكلّ قرارات الشرعية الدولية و لأبسط حقوقنا الوطنية والإنسانية و لذلك يصبح من الوهم الخالص و الضار الركض وراء سياسات و وعود مخادعة". فلسطين-عوض الرجوب