اختتم في البحرين مؤتمر التقريب بين المذاهب الذي استمر 3 أيام. وأكد المشاركون في بيانهم الختامي على أن الإسلام واحد وأن المسلمين جميعا مهما اختلفوا في الآراء والاجتهادات الفقهية في الفروع بسبب اختلاف الزمان أو المكان أو الأحداث أو التفسيرات، متفقون على الأصول التي تحفظ عليهم دينهم وأموالهم وأعراضهم وتحرم عليهم دماءهم. وأوضح البيان أن كثيرا من انطباعات أتباع مذهب معين عن المذاهب الإسلامية الأخرى، ينقصها الوضوح لأسباب عديدة، من أبرزها الجهل بكتب تلك المذاهب ومواقف علمائها وفقهائها وآرائهم، والتعصب التاريخي لأمور ومسائل انقضت عليها قرون. وشدد على أن التباعد وعدم اللقاء بين علماء وأتباع المذاهب المختلفة في الإسلام يزيد الفجوة والهوة بين المسلمين، وأن الوسيلة الوحيدة لإزالة التدابر هي الاجتماعات المتوالية كي يطلع كل فريق على ما لدى الآخرين، ليكون ذلك سببا للنهج المشترك. ودعا العلماء والباحثون والمفكرون المشاركون في المؤتمر، المسلمين إلى تجاوز آثار خلافات ونزاعات القرون الماضية ورواسبها والتطلع بفكر جديد وعقلية منفتحة إلى مستقبل مشرق تظلله معاني الإلفة والمودة والتعاون المخلص لإعادة مجد الأمة الإسلامية وحضارتها الزاهرة في كافة المجالات. وأكدوا على ضرورة العمل على تطوير أسلوب ومنهجية الخطاب الإسلامي ليخدم مشروع الأمة الواحدة ومستقبلها الحضاري بحيث يصبح خطابا وسطيا يتصدى للهجمة التي يتعرض لها الإسلام من جهة ويكون مواكبا لتطورات العصر من جهة أخرى. كما تم التأكيد على ضرورة ترسيخ مفهوم الاحترام المتبادل بين علماء وأتباع المذاهب المختلفة فيما يتصل برموز كل مذهب والشخصيات التي يقدرها وعلى رأسها آل البيت الأطهار والصحابة الكرام جميعا. وأكد المشاركون على أهمية الأسرة والمؤسسات التربوية في جميع مراحلها ووسائل الإعلام ومنابر الوعظ والإرشاد، في العمل كمنظمة متكاملة لاتخاذ نهج التقريب وسيلة لتحقيق وحدة الأمة ونبذ أسباب الفرقة والخلاف. ودعا المشاركون إلى تفعيل الدعوة إلى الوحدة تربويا وإعلاميا وسياسيا واقتصاديا عن طريق تحقيق البلورة الفكرية لثقافة التقريب والوحدة الإسلامية بإبراز سير أعلام الأمة الذين قدموا أمثلة حية لروح التقريب وتأكيد الدعوة إلى العمل على تحقيق التكامل والتواصل بين المؤسسات الفكرية والثقافية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية والشبابية في الدول الإسلامية كافة. ورفض المؤتمر كل المحاولات الداعية إلى التعصب والفرقة والخلاف وعدم تقبل الآخر والعمل على تحصين الأجيال القادمة من آثارها وتعزيز انتماء الأجيال المسلمة إلى أمة واحدة والقضاء على الموروث التعصبي والتفاخر المذموم الذي أضعف الأمة وأثقل كاهلها.