اعتبر الأستاذ مصطفى بنيخلف، الباحث المتخصص في موضوعي التعريب والتعدد اللغوي، أن فرنسا حققت عبر سياستها التعليمية في علاقتها بالدول الإفريقية من الفوائد ما لم تحققه عن طريق جنودها وعتادها العسكري خلال مرحلتها الاستعمارية لشمال إفريقية. وحول مستقبل التعريب ببلادنا في ظل العوائق التي تحول دون تفعيله، والهيمنة الفرنكفونية على المناهج التعليمية، أفاد الأستاذ بنيخلف في اتصال هاتفي به ل التجديد بأن الواقع المغربي الحالي من حيث معطياته السياسية والثقافية، ومن حيث التوجهات الفكرية والقناعات التصورية لبعض المسؤولين عن ملف التعليم، وخاصة في شق التعريب، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ملف التعريب لم يفعل بعد ولن يبرح مكانه، وهو ما يعني استمرار استنساخ التجربة الفرنسية في ميدان التعليم إلى حين. وحول أي اللغات تستحق الانفتاح عليها، هل هي الفرنسية أم الإنجليزية أم الإسبانية، أم غيرها، أشار مصطفى بنيخلف إلى أن الارتهان باللغة الفرنسية لا يمكن أن نصفه إلا بأنه يشكل مفارقة صارخة تبين بشكل واضح أن الأمر لا يتعلق بحرص على تتبع لغة العلم والعصر، وإلا لكانت اللغتان الإنجليزية والإسبانية اللتان لهما صيت عالمي أولى بذلك، ولكنه يتعلق بخلفية استعمارية محظة، في إطار المفهوم الجديد لما يصطلح عليه الاستعمار الذكي. وكان الوزراء ورؤساء الوفود المشاركين في المؤتمر الوزاري الفرنكفوني حول مجتمع الإعلام المنتهية أشغاله أمس بالرباط قد صادقوا أول أمس الخميس بالرباط على المساهمة الفرنكفونية في القمة العالمية حول مجتمع الإعلام، كما صادقوا في مؤتمر خلال جلسة ترأسها وزير الصناعة والتجارة والمواصلات، رشيد الطالبي العلمي، على النص الذي سيقدم في نهاية شتنبر بجنيف للجنة الثالثة والأخيرة الإعدادية للقمة العالمية حول مجتمع الإعلام. وجاء في وكالة المغرب العربي للأنباء أن المشاركين في هذا النص أشاروا إلى أنه من الضروري ضمان المساواة في الوصول إلى الإعلام والمعرفة والأفكار، سواء بالنسبة للأشخاص أو الجماعات، في خدمة أهداف تربوية وعلمية واقتصادية واجتماعية وثقافية. ودعوا في هذا السياق إلى دعم المبادرات المحلية من أجل التشجيع على الحصول على التكنلوجيات الجديدة للإعلام والاتصال وتعميم استخدامها بما يخدم التنمية المستدامة. وأكد المشاركون، حسب المصدر نفسه، حق الجميع دون إقصاء أو تمييز في المشاركة في بناء مجتمع إعلام متضامن وغني، موضحين أنه يتعين إيلاء اهتمام خاص للنساء والسكان القرويين من أجل ضمان استفادتهم بشكل منصف من فوائد التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، وذلك حتى لا يسفر بناء مجتمع الإعلام عن تكريس الفوارق الموجودة. واعتبر الوزراء ورؤساء الوفود أن التنوع الثقافي واللغوي يجب أن يشكل مبدء مؤسسا لمجتمع الإعلام والاتصال، وأنه يجب أن تستخدم تكنولوجيا الإعلام والاتصال لتعزيز التنوع الثقافي واللغوي وتشجيع حوار الثقافات في ظل احترام الهويات. وفي الموضوع نفسه أجرى الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون أول أمس الخميس بالرباط مباحثات مع بيير أندري ويلتزر، الوزير الفرنسي المنتدب في التعاون والفرنكفونية، الذي مثل بلاده في المؤتمر الوزاري للفرانكفونية تحضيرا للقمة العالمية للإعلام. وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، كشفت عنه وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجانبين استعرضا خلال هذا اللقاء مختلف جوانب التعاون الثنائي في ضوء توجيهات الاجتماع الذي عقد على مستوى عال بالرباط يومي 24 و25 يوليوز الماضي، وخاصة اتفاقية الشراكة في مجال التعاون الثقافي والتنمية بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية الموقعة بهذه المناسبة. واتفق الطرفان في هذا الإطار على عقد جلسة عمل خلال الأسابيع المقبلة ستخصص لبحث آليات تطبيق هذه الاتفاقية. عبد الرحمان الخالدي