يتساءل العديد من المنتجين والمخرجين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، عمن يتحمل مسؤولية عطالة ما يقارب 30 منتجا ومخرجا يتقاضون أجورهم منذ سنوات، دون أن يطلب منهم أي عمل أو تقبل منهم أي مشاريع، و أجور أولئك المخرجين والمنتجين تقارب 20 مليون سنتيم في السنة، لكل فرد منهم كحد متوسط لتلك الأجور أي ما مجموعه قرابة 600 مليون سنتيما! مصادر متطابقة من «دار البريهي»، تؤكد أن المبادرات التي يقدم عليها المنتجون المشار إليهم بدار البريهي، تقابل بتعقيد المساطر وتسويف النظر فيها، مما يفتح المجال لتفويت الإنتاجات الدرامية والبرامجية بالشركة الوطنية إلى شركات إنتاج أجنبية، موضحين أن دفاتر التحملات القديمة، تنص على أن 70 بالمائة من الإنتاج ينبغي أن يكون داخليا، وأشارت ذات المصادر، إلى أن صفقات إنتاج تلك البرامج تكون بملايين الدراهم وبطرق تفتقد للشفافية وعلى حساب الجودة. مصادر»التجديد»، قالت أيضا، إن عددا من البرامج ذات الصبغة السياسية تمنح لشركات خاصة على الرغم من كون دفاتر التحملات القديمة تنص على عكس ذلك، حماية للحياد المفروض في مؤسسة عمومية مثل التلفزيون في تعاطيه مع الحساسيات السياسية المختلفة، وفي هذا الصدد، ذكرت المصادر برنامج «شباب في الواجهة» الذي يكلف 15 مليون سنتيما للحلقة، والذي منح لشركة إنتاج يديرها ابن قيادي بالمكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة! نفس المصادر تحدثت هدر للمال العام حيث يتم حسبها تعطيل المنتجين والمخرجين الداخليين، وتسلم برامج مثل «في الذاكرة» على الرغم من أنه يعتمد أساسا على الأرشيف، وبرنامج «أسر وحلول» و»شباب في الواجهة» و»أجي تشوف» و»إليك» وبرامج أخرى لشركات إنتاج أجنبية، مع العلم، حسب نفس المصادر، أن الاعتماد على الشركات الأجنبية في التجارب الدولية، يتم في حالة الإنتاجات الدرامية الضخمة التي تتطلب إمكانات بشرية ولوجستيكية استثنائية. وأفاد مصدر من داخل مهنيي الإذاعة والتلفزيون علاقة بما سبق، أنه يجري التفكير جديا في رفع دعوى قضائية أمام ما يحصل من تبديد للمال العام. وفي سياق حديث مصادر «التجديد» عن «تعطيل» البرامج المنتجة داخليا، أوردت أمثلة ما حدث من توقيف للبرنامج الثقافي الامازيغي «تيفاوين»، الذي كانت تقدمه الإعلامية خديجة رشوق، والبرنامج الفني «عتاب» لفاطمة الإفريقي، و»رصد» لمحسن بن تاج و»أماكن في الذاكرة» و»المغرب بين يديك» لفاتيحة عوريش «وكافي تي في» بوشرى مزى. وتعذر أخد رأي إدارة الشركة الوطنية رغم محاولات عدة.