وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات مقاتلة معارضة أول أمس (الثلاثاء) في ضواحي دمشق، وتظاهر مئات في حي المهاجرين على مقربة من القصر الرئاسي في دمشق، وسقط أزيد من 120 قتيلاً بينهم 26 في ريف دمشق، وتحدث “الجيش السوري الحر" عن إسقاط مروحية وتدمير 6 دبابات، مما اعتبرته الولاياتالمتحدة (وغيرها) “مؤشرات" على أن الرئيس بشار الأسد “يفقد سيطرته" على سوريا. ورأى البيت الأبيض الأمريكي أن الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق واسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية، هي جميعها مؤشرات على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد شيئاً فشيئاً. وقال المتحدث باسم الرئيس الأمريكي جاي كارني إن الولاياتالمتحدة ستواصل السعي لتحقيق انتقال سياسي لا يتضمن بقاء الأسد في السلطة، مؤكداً “نرى أنه لا يمكن أن يكون الأسد جزءاً من أية عملية انتقالية". وكانت المندوبة الامريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس اتهمت المنظمة الدولية بالفشل الذريع في سوريا، والعجز عن حماية الشعب السوري من الأعمال الوحشية التي تقوم بها حكومته"، مشيرة إلى أن القمع الذي تقوم به دمش “أصبح أكثر خطورة على السلام والأمن الدوليين". وجددت الدعوة لفرض عقوبات تحت الفصل السابع لممارسة ضغط على دمشق. ميدانيا، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 120 شخصا قتلوا أول أمس بنيران الجيش السوري، معظمهم في ريف دمشق ودرعا ودير الزور وحمص. كما أفادت مصادر في الجيش السوري الحر بأن عناصره دمرت ست دبابات وأسقطت مروحية للجيش النظامي بخان السبل في إدلب. وقال ناشطون إن أربعة قتلى سقطوا فجر، أمس، في محافظة حماة وسط البلاد، وإن قصفاُ استهدف بلدة كرناز والمزارع المحيطة بها من قبل جيش النظام, فيما استمرت أول أمس المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في قرى وبلدات حماة، حيث بث ناشطون صوراً لمظاهرتين خرجتا في بلدات اللطمانة وكرناز. وبث ناشطون أول أمس صوراً قالوا إنها لمروحية وهي تحترق بعد إسقاطها بإدلب. وضمن سلسلة الانشقاقات العسكرية في صفوف جيش النظام، أظهرت صور على شبكة الإنترنت انشقاق المقدم حافظ جاد الكريم الفرج من محافظة السويداء، والتحاقه بصفوف الجيش السوري الحر. وعزا الفرج سبب انشقاقه لما وصفه بتخلي الجيش عن مهامه الوطنية، وتحوله إلى مليشيات تقتل المواطنين. وتعرضت منطقتا قدسيا والهامة لقصف عنيف، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 24 شخصا قتلوا جراء القصف على البلدتين، حيث جرت اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر. كما قتل شخص برصاص قناص في حي جوبر الدمشقي، حيث ينتشر عناصر الأمن بكثافة في دمشق، لاسيما في الشوارع والأحياء التي توجد فيها مراكز أمنية ومبان حكومية. وفي آخر التطورات، قال التلفزيون السوري الرسمي صباح أمس إن من أسماها «مجموعة إرهابية» هاجمت مبنى قناة الإخبارية وعبثت بمحتوياته، دون أن يورد التلفزيون المزيد من التفاصيل عن الهجوم. ولكن ناشطين سوريين قالوا إن مقر قناة الإخبارية تم تدميره خلال اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي. وأضافوا أن عملية التدمير تمت على يد مجموعة من الحرس الجمهوري انشقت حديثا عن الجيش السوري.