يناقش عدد من الباحثين طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء موضوع «مقاصد الشريعة والسياق الكوني المعاصر» وذلك في إطار ندوة دولية تنظمها الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط وينتظر أن تتطرق الندوة لستة محاور، موضوع المحور الاول «معالم ومحددات النظرية المقاصدية» ويتجه البحث في هذا المحور إلى محاولة الوقوف على حدود ومظاهر استقلالية مبحث المقاصد ومدى تحققه نظرية وعلما، وكذا العمل على استجلاء حقيقة الكليات المقاصدية ومدى استيعابها لكليات الشريعة، فضلا عن تحديد طبيعة العلاقة بين المقاصد وباقي العلوم الإسلامية سعيا لإبراز المعالم الكبرى للنسق المعرفي المتصل بنظرية المقاصد، وما يتصل بذلك من طرح لمسألة تصنيف المقاصد ومسالك الكشف عنها. أما المحورالثاني وهو «التطور التاريخي والعلمي لمبحث المقاصد: المقاصد قبل الشاطبي وبعده» فيطمح إلى رصد عناصر الثبات والتحول، ومدى جدة النظر المقاصدي في كل مرحلة من مراحل تبلوره من مبحث إلى علم، انطلاقا من لحظة معرفية تأسيسية فارقة هي لحظة الموافقات لأبي إسحاق الشاطبي..مع استحضار ما قبلها وما بعدها، وصولا إلى الأدبيات المقاصدية الحديثة والمعاصرة. المحورالثالث «علم المقاصد والمنهجيات المعاصرة» يتناول علم المقاصد في صلته بالمنهجيات المعاصرة؛ تأثيرا وتأثرا، سوف ينصب البحث على المقاصد في علاقتها بنظرية المعرفة وسؤال المنهج، وما يتصل بذلك من تحديد لأولويات البحث المقاصدي، انطلاقا من مقتضيين أساسيين؛ مقتضى الوعي بالسياق، ومقتضى الوعي بالمستقبل، وذلك سعيا لإبراز مدى حاجة المقاصد للمنهجيات المعاصرة، وحاجة العلوم الاجتماعية الحديثة للإفادة من علم المقاصد. أما المحور الرابع «البعد الوظيفي للمقاصد» فيستهدف إبراز دور المقاصد في حفظ وحدة وتماسك وتقدم النظام الاجتماعي الحديث، من خلال اعتماد مقاربة مقاصدية للحكامة التدبيرية بمفهومها الشامل. وكذا إبراز دور هذه المقاربة في حفز فعالية الأمة. وهو ما لن يتأتى إلا بتفعيل المقاصد من خلال مختلف المداخل والمؤسسات (الأسرة، الدولة، الأوقاف، مؤسسات المجتمع المدني...). كما يبرز هذا البعد الوظيفي من خلال دور المقاربة المقاصدية في تعزيز كونية الإسلام، و تدبير التعايش بين الشعوب والأمم. المحور الخامس «مقاصد الشريعة وسؤال التجديد» سوف ينصب النظر، بوجه خاص، على إبراز دور المقاصد في إنجاز وتعزيز وحفز عملية الاجتهاد والتجديد، وذلك من خلال تجديد النظر في المقاصد الكلية الضرورية، استحضارا للتطورالمنهاجي لنسق التجديد المقاصدي في تاريخ الفكر الإسلامي، وصولا إلى التطورات التي شهدتها الأزمنة المعاصرة، وما يتصل بذلك من استشكالات تتصل بسؤال المرجعية والتبيئة والتأصيل. في المحور السادس المتعلق ب «مقاصد الشريعة في صلتها بالتحولات الكونية المعاصرة»، سوف ينصب التطارح، بشكل مباشر، على محددات المقاربة المعرفية للمقاصد في عالمنا المعاصر المحكوم بظاهرة العولمة باعتبارها ظاهرة كوكبية كاسحة، وكذا حول المعرفة المقاصدية وإشكال المنهج في ظل السياق الحداثي المعولم، حيث ستسعى مداخلات هذا المحور إلى إبراز دور المقاصد في تعزيز كونية الإسلام وما يتصل بذلك من قضايا التجديد المنهاجي، والتسخير الكوني الاستخلافي.