اختتمت يوم الأحد 13 ماي 2012 فعاليات الملتقى الوطني للمربين لحركة التوحيد والإصلاح، والذي اختار له المنظمون عقده تحت شعار قوله تعالى «وَلَكن كُونُوا رَبانيين بما كُنتم تَعلمون الكتاب وبما كُنتم تَدرسُون». آل عمران 78. بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط. وقد استهلت الجلسة الافتتاحية للملتقى بكلمة للدكتور مولاي عمر بن حماد نائب رئيس الحركة، تحدث فيها عن الخطوط العريضة لهذا الملتقى والأهداف المرجوة من خلاله، خاصة وأنه جاء عقب الدورة الاستثنائية لمجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح، والتي خصصت أشغاله لتعديل المخطط الاستراتيجي للحركة، والذي جعل من أولوياته في المرحلة المقبلة، "توسيع وترشيد التأطير التربوي". واعتبر بن حماد خلال كلمته بأن الإقبال الكبير على مشروع الحركة، يستلزم مضاعفة الجهود لمواكبة هذا المعطى، كما أن إسهامات الحركة والمشروع التربوي الذي أطلقته (منظومة التربية والتكوين)، يتطلب مضاعفة الجهود وتكوين مزيد من الأطر الربانيين، ليقوموا بتأطير المنخرطين الجدد في مشروع الحركة. من جهته اعتبر الدكتور عز الدين توفيق عضو المكتب التنفيذي ومسؤول التوجيه التربوي للحركة خلال كلمة توجيهية بأن تقلد بعض أبناء الحركة لمناصب وزارية في الحكومة أمر يبعث بالفخر والاعتزاز. وأبرز التوفيق بأن مشاركة خريجي مدرسة الحركة في مناصب عليا، قد زادت من سمعة الحركة، الشيء الذي يزيد من مسؤولية كل فرد من أفرادها، ليكون أهلا لهذه المرحلة التي أصبحت محط متابعة من طرف الكثيرين، ودعا المشاركين في الملتقى إلى تقدير المرحلة، انطلاقا من شعار الحركة، الموثق في قول الله تعالى }قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ{(هود : 88 ) وأضاف: إن من بين ما تفردت به حركة التوحيد والإصلاح هو بعدها عن الجمود والتكلف، حيث إنها على استعداد مستمر لمراجعة مخططاتها وتقويم سياستها حسب ما تمليه عليها التحولات الظرفية. وقبل أن يختم كلمته، وجه الدكتور التوفيق، دعوة للحاضرين بالحرص على الفضائل والقيم النبيلة، التي اجتمع عليها أبناء الحركة، والإقبال على عيوب النفس وإصلاحها وملئ الوقت بما ينفع. الدكتور محمد بولوز المسؤول التربوي والتكويني بالمكتب التنفيذي للحركة، دعا هو الآخر المشاركين في هذا الملتقى إلى الثبات على هذا المشروع، وبذل الجهد الكاف لخدمته، أسوة بالأنبياء والمصلحين، وعملا بالآية الكريمة التي جُعلت شعارا لهذا الملتقى، وهي قوله تعالى «ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون». وأكد بولوز خلال مداخلته على ضرورة إعطاء الوقت الكافي لتنزيل منظومة التربية والتكوين، والالتزام بها من خلال المجالس التربوية، وتوسيع دائرة التأطير بمحاورها محليا وجهويا. وتواصلت أشغال الملتقى مساء اليوم الأول بتنظيم ثلاث ورشات، حول ثلاث جوانب: المهاري والمعرفي والقيمي، قبل أن تختتم فقرات وأشغال هذا الملتقى في اليوم الثاني والأخير، بعرض تكويني مع المدرب محمد المودني حول إدارة الذات.