أمعنت «ميليشيات الموت» التابعة للنظام السوري في قتل وتعذيب السوريين المطالبين بالحرية والديمقراطية والرافضين للحكم الديكتاتوري الشمولي لنظام بشار الأسد، فقد شنت قوات الأمن والجيش حملة دهم واعتقالات واسعة منذ فجر أمس في دير الزور، وذلك بعد يوم من مقتل 48 سوريا لمطالبتهم برحيل النظام، وقبل سويعات من وصول رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا. فقد أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأنه ومنذ ساعات الصباح الأولى من أمس الأحد بدأت قوات الأمن والجيش السورية حملة دهم واعتقالات في عدة أحياء بدير الزور منها حي العمال والقورية والبوكمال وذلك بحثا عن نشطاء وعناصر من الجيش الحر. يأتي ذلك فيما يتوقع أن يكون رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود قد وصل إلى دمشق أمس، وفق ما أعلن أحمد فوزي، المتحدث باسم موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان. ولم تختلف حدة العنف في سوريا أول أمس عن الأيام السابقة، حيث قتل 48 سوريا برصاص قوات النظام، معظمهم سقطوا في ريف دمشق وحماة وحلب. وقالت الهيئة العامة للثورة إن القوات النظامية اقتحمت وقصفت مدينتي دوما وحرستا بريف دمشق، وحيان بحلب وأريحا وسراقب في إدلب وأبو حمام في دير الزور. وذكر ناشطون أن القوات النظامية أطلقت النار لتفريق مظاهرتين مسائيتين خرجتا في حمص وحماة. كما اعتقلت خطيب مسجد بني أمية سابقاً الشيخ أحمد معاذ الخطيب في دمشق، وشنت حملة دهم واعتقال في عدد من المناطق، بحسب الناشطين. كما وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في ريف دمشق واللاذقية وإدلب أول أمس. خيار «الإبادة» إلى ذلك، أكد «المجلس الوطني السوري»، الذي يعتبر الممثل الأكبر للمعارضة، أن النظام السوري «حسم خياره في حرب إبادة الشعب السوري،» مشيرًا إلى أن الهجمات على مدينة حماه الأسبوع الماضي والتي أدت إلى سقوط 70 قتيلاً بحي مشاع الطيار، جاءت «بعد زيارة المراقبين الدوليين». وقال المجلس: «نرفض وبشكل قاطع استمرار إعطاء مهل القتل من قبل المجتمع الدولي للنظام المجرم.. إننا في المجلس الوطني السوري نحمل مسؤولية ما يجري في الأرضي السورية للمجتمع الدولي ممثل في الأممالمتحدة ومجلس أمنها». وطالب المجلس الوطني بعقد «جلسة عاجلة من أجل إصدار قرار عاجل من أجل حماية المدنيين من شعبنا السوري». وكان أحمد فوزي، الناطق باسم المبعوث العربي والدولي، كوفي عنان، قد أشار لوجود تقارير تتهم قوات الأمن السورية باستهداف السكان الذين يتحدثون إلى المراقبين الدوليين خلال زيارتهم للأحياء. تجميد العضوية من جهتها، قالت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا إن النظام السوري لم يفي بتعهداته التي جاءت في خطة المبعوث الدولي للأزمة كوفي عنان، مشيرة إلى سقوط ضحايا بشكل يومي، مما يعني فشل المبادرة. وطالبت الجماعة في بيانا لها تجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية، في ظل استمرار خروقات وقف اطلاق النار، مشيرة إلى ضرورة «أن يقرن الإعلان عن امتناع الحكومة السورية عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي عنان منتهية في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على أيدي العصابات المارقة عشرات الأبرياء». وطالب البيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية الى حين قيام حكومة معبرة عن إرادة الشعب السوري»، داعيا المجتمع الدولي إلى «اسقاط أي صفة للحكومة السورية ومعاملتهما على أنها مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سوريا». يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه بان كي مون أن الحكومة السورية تخالف الخطة التي قدمها موفد المنظمة الدولية والجامعة العربية كوفي عنان بإبقائها قوات وأسلحة ثقيلة في المدن.