أقلعت مساء، أول أمس، من مطار القاهرة، طائرتان صهيونيتان محملتان بمحتويات السفارة الصهيونية في القاهرة، عائدة إلى الكيان، وذلك بعد أن طلب الاحتلال إذنًا من السلطات المصرية لهبوط الطائرتين. وقد أعلنت سلطات مطار القاهرة، أول أمس، حالة الطوارئ لتأمين نقل محتويات السفارة الصهيونية من مقرها بالعمارة الشهيرة المطلة على نهر النيل، حيث طلبت السفارة السماح بدخول ثماني سيارات من بينها خمس شاحنات إلى أرض المهبط. وصرحت مصادر أمنية بالمطار بأن سلطات المطار تلقت في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء طلبًا من السفارة الصهيونية لنقل محتويات مقرها، وفق ما ذكرت «رويترز». وقام «ديفيد أيلون» القنصل الصهيوني بالقاهرة بالإشراف على عملية النقل مع فريق من أمن السفارة يضم ستة أفراد، حيث تم نقل كافة محتويات المقر إلى أرض المهبط بمطار القاهرة، ثم قام الفريق الأمني الصهيوني بوضع المحتويات داخل حاويتين كبيرتين. ورفض الأمن الصهيوني إشراف الجمارك والأمن المصري على فحص المحتويات باعتبارها طرودًا دبلوماسية، وتم وضع حراسة مشددة على الحاويتين حتى وصلت الطائرتين العسكريتين الصهيونيتين. ولم يرافق أحد من أعضاء السفارة الطائرتين، وفقا للمصدر، حيث من المقرر أن يغادر السفير الصهيوني «ياكوف أميتاي» وطاقم السفارة خلال الساعات القادمة طبقًا لما قرره منذ استلام مهمته في مصر، حيث يقضي العطلة الأسبوعية في الكيان، ثم يعود لممارسة مهامه من مقر إقامته في مصر. وكانت لجنة بالبرلمان المصري قد أصدرت بيانا الأسبوع الماضي طالبت فيه بطرد السفير الصهيوني من القاهرة ومراجعة العلاقات مع الكيان الصهيوني، وذلك عقب غارات صهيونية على قطاع غزة. من جانب آخر؛ تم إزالة العلم الصهيوني المرفوع من مبنى السفارة الصهيونية ظهر الأربعاء، كما تم إخلاء قوات الأمن من أمام مبنى السفارة. وكانت مصادر بوزارة الخارجية المصرية والمطار قد ذكرا أن «إسرائيل» طلبت من مصر الإذن بإرسال طائرتين لنقل محتويات سفارتها بالقاهرة. وبحسب وكالة «رويترز» فإنه لم يتضح على الفور ما الذي دفع الكيان الصهيوني إلى التقدم بهذا الطلب، لكن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب قد أصدرت بيانا الأسبوع الماضي بعد الغارات الصهيونية الأخيرة على غزة طالبت فيه بطرد سفير الاحتلال من القاهرة ومراجعة العلاقات مع الكيان الغاصب. يشار إلى أن طائرتين عسكريتين صهيونيتين من طراز c130 حاولتا دخول المجال الجوي المصري ظهر، أول أمس، لنقل متعلقات السفارة، إلا أن السلطات المصريَّة رفضت دخولهما، وذلك لعدم حصولهما على إذن مسبق لاختراق المجال الجوي المصري، مما دفع سلطات الكيان لبذل المساعي والجهود لاستخراج تلك التصاريح الأمنيَّة، وأجرت العديد من الاتصالات مع المسئولين المصريين للسماح للطائرات الصهيونية بالدخول. يذكر أن السفير الصهيوني كان قد غادر القاهرة في شتنبر من العام الماضي بعد أن اقتحم متظاهرون السفارة احتجاجا على حادث إطلاق رصاص على الحدود قتل فيه خمسة من قوات الأمن المصريين في غشت. وعاد السفير إسحق ليفانون لفترة وجيزة في نونبر في مهام شكلية في ختام فترته. وتولى سفير صهيوني جديد هو «ياكوف أميتاي» عمله في فبراير. وكانت مصادر بوزارة الخارجية المصرية قد أشارت إلى أن عدد الدبلوماسيين والإداريين الذين كانوا يعملون في مقر السفارة قبل محاولات اقتحامها العام الماضي بلغ حوالي 17 شخصا بما فيهم السفير الصهيوني السابق إسحاق ليفانون والقائم بالأعمال وباقي الدبلوماسيين والإداريين والذين تم إجلاؤهم من مصر عقب عملية اقتحام السفارة . وأوضحت المصادر لوكالة "أنباء الشرق الأوسط" أن العدد الذي يعمل بالسفارة الآن يصل إلى 4 أشخاص فقط هم السفير الحالي ياكوب أميتاي والقائم بالأعمال وإداري وسكرتيرة.