قال حسن أوريد، إن الشعوب تكلمت وعلينا إكمال البناء، في تعليق منه على موضوع الربيع العربي، وأضاف أوريد في ندوة أول أمس بالقنيطرة ضمن أشغال المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي المنظم من طرف منظمة التجديد الطلابي، أن أوريد هو نتاج للحضارة الغربية لكنه انتهى إلى أن حضارة الغرب لن يقود إلى شيء لأنه مبني على الاستغلال. وأردف أن للغرب فضل لا ينكره أحد وقد استفاد بدوره من الحضارات السابقة، لكنه حول الإنسان إلى آلة وإلى مستهلك ومستغل. وقال صاحب رواية «الموريسكي»، لا يمكن لمجتمع ما أن يستمر أو يصمد دون قيم التضامن، وأنه من الخطأ بمكان الاعتقاد بأن البناء يمكن أن يكون من فراغ داعيا إلى ضرورة استثمار ما تراكم من إنتاج حضاري وفق شرط الحفاظ على المقومات الروحية والثقافية والانفتاح على الآخر. مؤلف كتاب «مرآة الغرب المنكسرة» قال بأن نظام السوق يقوم على أن الإنسان أناني بطبعه، وهو نظام متبنى من المنظومة الرأسمالية ، والذي قال عنه أنه أحسن نظام في جلب الثروة لكنه أسوئها من ناحية توزيعها. من جهته قال المفكر الجزائري الطيب برغوث، إن تجديد شروط الفعالية وتطويرها يؤدي إلى غلبة الأمة أو إلى الحفاظ على الذات في أضعف الحالات.وأن عدم تجديدها سيؤدي إلى نتائج عكسية سواء تعلق الأمر بمجتمع مسلم أو غير مسلم. وأضاف أنه «يجب أن نستمر في تفكيك سبب الاستعمار ونجدد علاقتنا بسنن الله في التمكين وهكذا تتغير السنن وتكون لنا الغلبة». مداخلة برغوث في ندوة « أزمة الحضارة المعاصرة بين النموذج المادي والنموذج الإنساني» أكدت على نسبية الحضارة مادامت نتاج إنساني يخضع لمنطق الصواب والخطأ، وتساءل عن مستندات الحديث عن أزمة حضارة وأكد اعتماد كل حضارة على من سبقتها وأيضا عن كيفية استفادة كل الحضارات السابقة من الحضارات الأخرى التي سبقتها. وقال الطيب برغوث، إن المطلوب اليوم هو تجديد التفكير والأنفس والسلوك، معتبرا أن الإنسان يستكمل إنسانيته بدرجة عبوديته لله والتحرر من استعباد المادة والخوف، وقال أيضا بأن الإنسان، إنسان بحريته وعلى قدر الانتقاص منها تكون العبودية. برغوث أشار إلى موضوع الوحدة المغاربية وقال أنها أملنا جميعا وعلينا الانخراط الكامل السعي إليها، وأكد أن موقف الشعوب في هذه النقطة واضح وأن المشكل دائما كان بين الأنظمة. أوريد وفي معرض تفاعله مع مداخلات القاعة قال بأن للحضارة الغربية فضل لا ينكره أحد، وأنها استفادت بدورها من الحضارات السابقة، وأضاف أن للحضارة الغربية نتاج مادي لكنها أيضا مدمرة ووصلت إلى تحلل الروابط الأسرية وأنتجت إنسان استهلاكي مستغل وتعيش فوضى أخلاقية وحولت الإنسان إلى آلة إلى جانب العنف كلها مؤشرات دلل بها أوريد عن أزمة الحضارة الغربية. أوريد الذي اعتمد في مداخلته على الأفكار المطروحة في كتاب مرآة الغرب المنكسرة، قال إن الجانب الاقتصادي هو نتيجة لأزمة بنيوية، وأن الغرب موجود فينا لأنه فرض علينا تصورات معينة، وأقال أيضا أن المشكل ليس في فلسفة الأنوار لكن في المآل الذي وصلت إليه، حيث قال إنها جعلت الإنسان مستغلا. أوريد انطلق من إحدى المقولات الفلسفية التي تقول «من يريد أن يستعبد فردا يسلبه روحه» وقال بأن مستلب الروح يكون تابعا بالضرورة، واعتبر أن الأمة مطالبة ببناء شيء جديد، وفق الحفاظ على المقومات الروحية والثقافية والانفتاح على الآخر. وأحال أوريد ولأكثر من مرة على المفكر محمد إقبال الذي قال أن المحاولات السابقة لبناء حضارة كانت توفيقية وقال بأن هذا لا يمكن أن يؤدي إلى أي نتيجة، وخلص أوريد وإقبال إلى كون البديل يوجد في الإنسان القرآني الذي يتضمن البعد الروحي والمادي.