أكدت الأستاذة نعيمة بنيس عضو المجلس المحلي لفاس أن إرشاد وتوعية الأسر القروية رجلا وامرأة وأبناء هو من صميم عمل الخلايا النسوية بالمجالس العلمية؛ لأن النهوض بالأمة لا يتم إلا بالاهتمام بالأسرة وإصلاح جميع مكوناتها، مما يكون له أثره على صلاح المجتمع. ورأت المتدخلة أن المسلم العاقل لا يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه، لذلك كانت معرفة الفقه ضرورية، لكنها نبهت إلى أنه لا يمكن تعليم النساء في العالم القروي كل أبواب الفقه لأن ذلك أمر متعسر، ولكن ينبغي التركيز على ما يسمى بعلم الحال، أي الحال التي يوجد عليها المسلم أو المسلمة، لذلك ترى أن تفقيه المرأة القروية ينبغي التركيز فيه على أولويات التأطير الفقهي؛ حيث إن المرأة لا يمكنها أن تقوم بعبادة أو معاملة إلا إذا علمت بحكم الشرع فيه، وأن قيامها به وهي جاهلة بحكمه أمر لا يجوز، وبذلك تقول دة نعيمة بنيس إن المسؤولية تنصب على المؤطرات الدينيات عالمات وواعظات ومرشدات من أجل تفقيه النساء في البوادي بالضروري من الدين، كما ترى أن جهل المرأة بالأحكام الفقهية أمر لا تعذر فيه، وبذلك فلابد من مراعاة الأولويات في التأطير الفقهي للمرأة القروية حسب ما هو ضروري من عبادات ومعاملات وأحكام الأسرة والأخلاق والسلوك، كما ترى أنه لابد من وضع برنامج يراعي حاجيات المرأة القروية وفق الأبواب المشار إليها وهذا لا يتم كما تقول الدكتورة إلا بمعرفة تامة بهذه المرأة ومجالستها واستهداف قلبها قبل عقلها.... مضيفة أن هذا العمل يحتاج لمنهج خاص تراعى فيه الفئة المستهدفة وهي فئة نساء أميات كبيرات في السن ...لذلك فإن المؤطرة الدينية عليها أن تكون أكثر حرصا في إعدادها للدرس الفقهي من حيث الضبط المعرفي والإقناع وفي مقدمتها التأصيل والاستدلال بأدلة قاطعة من كتاب الله عز وجل وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ليكون الدرس أكثر تأثيرا. وفي موضوع « أولوية التأطير الروحي والعقدي للأسرة القروية» أشارت الأستاذة فاطمة بوكرو عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم إفران في مستهل عرضها إلى واقع الأسرة بصفة عامة والأسرة القروية على وجه الخصوص حيث تعاني من عدة اضطرابات تستدعي القيام بحمايتها، حماية تفرضها الشريعة الإسلامية ويحكمها الواقع في ظل المستجدات الراهنة، لذلك ترى الأستاذة ومن منطلق تجربتها أن تصحيح عقيدة هذه الأسر والقيام بتأطيرها عقديا وروحيا من أعظم الأولويات خصوصا بمنطقة إفران. وفي استعراض لأولويات التأطير العقدي للأسرة القروية من خلال تثبيت الأركان، ومواجهة حال الانفصال بين الإيمان والعمل، ومحاربة مظاهر الشرك والاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نبهت الأستاذة الفاضلة إلى أن المؤطرة الدينية جدير بها حضور كثير من الطقوس والتأطير العملي قدر المستطاع بأسلوب دعوي غير منفر، من خلال التعارف والتآلف مع الأسر من أجل أن تعيد للموسم إشعاعه الاجتماعي والعلمي، والديني والاقتصادي خدمة للفرد والمجتمع وبعيدا عن الدجل والتضليل. كما أشارت لمسألة مهمة وهي أن الشعوذة متفشية في صفوف النساء ولكن بعض الأئمة تقول الأستاذة حسب سماعها في بعض القرى يشجعون على ذلك حينما تلجأ المرأة أو الزوج إلى الإمام تشكو من مرض أو تحمل صبيا مريضاً فعوض أن يذكرها بالله و بتوحيد الربوبية يكتب ويخطط التمائم، وتضيف قائلة «ويتفاقم الأمر حينما يكون شقاق بين الزوجين فبدل من أن يتدخل لإصلاح ذات البين يشعوذ ويشجع على قطع العلاقة بالله»، وبذلك تتساءل المتدخلة «ألا تتنافى مثل هذه التصرفات مع أهداف برنامج تأهيل أئمة المساجد الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة نصره الله لتطبيق خطة ميثاق العلماء». أما عن أولويات التأطير الروحي للأسرة القروية فترى المتدخلة وجوب ذلك بإشاعة وسائل تزكية النفس وتهذيبها وتطهيرها من الأخلاق الرذيلة و تحليتها بالأخلاق الفاضلة الحميدة كالتحلي باليقين ومحاسبة النفس والإكثار من الدعاء والخضوع لله». وهذا ما يحتم -تقول الأستاذة فاطمة بوكرو- على المؤطرة الدينية أن تجعل من أولوياتها الحث على تقوية الروابط الأسرية التي جعل الله سبحانه أساسها المودة والرحمة التي يحتاجها الطفل في كل مراحل نموه حتى لا يكون عرضة للضياع المادي.