الزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى المغرب يومي25 و26 من الشهر الجاري تحمل أكثر من رسالة، ويبقى البعد السياسي الأبرز حضورا فيها. فالزيارة تأتي عقب دينامية الإصلاحات السياسية التي انخرط فيها المغرب منذ انطلاق الحراك العربي، وتأتي أيضا عقب الحراك الدبلوماسي المغاربي لإعادة الحيوية لاتحاد المغرب العربي، وما يمثل ذلك بالنسبة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من فرصة لمواجهة العديد من الاستحقاقات التي تواجهها في المنطقة وفي مقدمتها الاستحقاق الأمني، كما تأتي عقب الحراك الدبلوماسي الذي قام به الوفد العربي بمجلس الأمن بخصوص الملف السوري، والدور المركزي الذي مثله الموقف المغربي فيه. وبما أن الموقف الأمريكي بخصوص الصحراء المغربية عرف في الآونة الأخيرة تطورات جد إيجابية، نتج عنها صدور دعم واضح لمبادرة المغرب للحكم الذاتي، فمن غير المتوقع أن يحضر في هذه الزيارة موضوع استئناف جولة المفاوضات حول قضية الصحراء في مارس المقبل. ويبقى الجانب الأبرز في هذه الزيارة هو طابعها السياسي المتمثل في إعطاء دعم جديد للمسار الديمقراطي بالمغرب، ولدينامية الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب وبقية دول المنطقة لاسيما وأن زيارتها تأتي في إطار جولة مغاربية تبتدئ بتونس وتختتم بالمغرب، ومن المحتمل أن يمثل الموضوع السوري إحدى عناصر المحادثات التي ستجريها مع وزير الشؤون الخارجية السيد سعد الدين العثماني بعد لقاء أول لمجموعة «أصدقاء سوريا» الذي ستحضره وزيرة الخارجية الأمريكية في تونس، والذي يهدف إلى إيقاف المجازر التي يقوم بها النظام السوري في حق شعبه. مؤكد أن الزيارة لا تتضمن فقط رسائل الولاياتالمتحدةالأمريكية وأهدافها، وإنما تتضمن أيضا رسائل الموقف المغربي الذي يتأسس بشأن هذه الموضوعات على ثلاث مبادئ رئيسة: أن خيار المضي في مسار الإصلاح الديمقراطي ليس خيارا مرحليا أو تكتيكيا، ولكنه خيار استراتيجي لا رجعة فيه. أن الجمع بين مقاربة الديمقراطية والتنمية في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي يمثل أفضل صيغة لحل نزاع الصحراء. أن الموقف المغربي من التطورات التي تجري في سوريا هو موقف مبدئي يهدف بالأساس إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري وإيقاف العنف والمجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، والدفع بعجلة الانتقال الديمقراطي في هذا البلد، وأن الالتقاء الموضوعي للموقف المغربي، بل الموقف العربي، مع مواقف الدول الغربية، إنما أملته وضعية الشعب السوري، والجواب الذي قدمه النظام السوري في تعاطيه مع حراك شعبه.