عبّرت مؤسسة حقوقية أوروبية عن قلقها البالغ اليوم في تقرير صدر لها يوم الأربعاء (8-2)، من استمرار استهداف الأكاديميين والكفاءات العلمية الفلسطينية بالاعتقال، على يد الاحتلال الصهيوني. وسجَّل التقرير الصادر عن "المرصد الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، ومقره الرئيس جنيف، قيام الاحتلال الصهيوني بحملات اعتقال ضد الأكاديميين والمحاضرين في الجامعات الفلسطينية، بشكل دوريّ ودون تهم مُعلنة، حيث يخضع أغلبهم للاحتجاز بناءً على أمر وقّعه الحاكم العسكري المحلي، في إطار ما يسمى ب"الاعتقال الإداري". الاحتلال يحتجز 41 أكاديميًّا وأورد التقرير أنه "بناء على المسح الميداني لفريق المرصد، تبيَّن أن الاحتلال يعتقل اليوم 41 محاضرًا وأكاديميًّا فلسطينيًّا، غالبيتهم معتقلون إداريون، منهم: المحاضرون بجامعة النجاح؛ يوسف عبد الحق وعمر عبد الرازق أستاذا الاقتصاد، ومحمد غزال أستاذ الهندسة المدنية، وأمين أبو وردة أستاذ العلوم السياسية، والمحاضران بالقدس المفتوحة؛ عدنان أبوتبانة ونايف أبو السعود"، وغيرهم. وأوضح التقرير الحقوقي أن عام 2007 كان قد شهد أكبر موجة استهدافٍ للأكاديميين؛ حيث اعتقلت سلطات الاحتلال في شهر ديسمبر من ذاك العام، خمسة عشر محاضرًا جامعيًّا، وحولتهم إلى الاعتقال الإداري، فيما حتجزت على مدار السنوات العشر الأخيرة ما يزيد عن 430 أكاديميًّا. مصادرة لأبحاث الأكاديميين ووثق المرصد حالات ابتزاز مورست ضد عدد من الأكاديميين، شملت مساومتهم على التعاون الاستخباري مقابل الإفراج عنهم، أو التهديد بإبعادهم، إلى جانب مصادرة الأبحاث العلمية التي أنجزها أكاديميون خلال سنوات اعتقالهم الإداري، كما في حالة البروفيسور عصام الأشقر-مثالاً- والذي أتلفت إدارة السجون الصهيونية سبعة أبحاث نظرية له أعدّها في حقل الفيزياء. ووفق الشهادات؛ فإنّ الاحتلال الصهيوني تعمَّد تعريض الأكاديميين المعتقلين لمعاملة "مهينة وحاطّة للكرامة"، كالتفتيش العاري وشبه العاري، وتقييد الأيدي والأرجل، والركل بالأقدام، إلى جانب التعرية الكاملة على يد محققين وضباط مخابرات صغار بالسن، لضرب معنوياتهم والمسّ باحترامهم. نقل الملف لجهات دولية وأكد المرصد أنه بصدد نقل ملف استهداف الكفاءات الفلسطينية، إلى النطاق الدولي وعبر المؤسسات الأممية، لا سيما في إخضاعهم للاعتقال الإداري المبني على ملفات اتهام سرية لا يُسمح للأسير أو محاميه الإطلاع على تفاصيلها، ما يؤشر على أنّ استهداف الكفاءات الفلسطينية لا يستند إلى أساس قانونيّ، إنما هدفه تغييب العقول من المجتمع، والانتقام من المسيرة التعليمية. وأشار إلى أنّ "لجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب" قد حذّرت مرارًا من الاعتقال الإداري الذي تمارسه إسرائيل، نظرًا لعدم قانونيته وارتقائه إلى درجة "العقاب الجماعي القاسي والمهين"، منوهًا إلى أنّ العهود والاتفاقات الخاصة بحقوق الإنسان، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، تجرّم "حرمان الإنسان من حريته تعسفًا وعدم إطلاعه على التهم المنسوبة إليه بوضوح، وإتاحة الفرص أمامه للدفاع عن نفسه". وختم تقرير المرصد الأورومتوسطي بإدانته لسياسة الاعتقال الإداري الممارسة ضد الأكاديميين الفلسطينيين، وتعهَّد بالعمل على"تجريم إسرائيل على سياسة الاعتقال الإداري، دوليًّا"، والتي كان آخرها تثبيت الحبس الإداري ضد الأكاديمي بجامعة النجاح د. يوسف عبد الحق، إضافة إلى المواطن خضر عدنان، الذي يخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ أكثر من خمسين يومًا.