كشف فيصل لائق حجازي، مسؤول البرامج بالمكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن انتشار المخدرات في الدول العربية يختلف كما ونوعا من بلد إلى آخر، موضحا أنه في الوقت الذي تعتبر فيه منطقة الخليج أكبر منطقة للإدمان على الهيروين والأفيامينات المعروفة بالكابتاغون، تعاني مصر من الإدمان بالهروين والكوكايين والحشيش الذي يأتي من المغرب و البقاع اللبناني أو أيضا من السودان حديثا، خصوصا وأن كثافة المادة المخدرة للحشيش في العالم العربي ارتفعت خلال الأعوام الأخيرة بعشرة أضعاف. وحذر الخبير الأممي في التقرير السنوي الذي يصدره المكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في القاهرة، من أن "المنطقة العربية تقع الآن تحت تهديد عال جدا من المخدرات المختلفة" بسبب التدفق القوي لمختلف أنواع المخدرات على دول الخليج والأردن و سوريا و السعودية مثل الهيروين من إيران و أفغانستان وجنوب شرق آسيا أو مادة "الكابتاغون" من شرق أوروبا، حيث يرى الخبير حجازي أن الشباب السعودي يعاني بالخصوص من إدمان الكابتاغون. وأضاف إن الطلب في منطقة الشرق الأوسط على المخدرات الأفيونية مثل الكوكايين والهيروين، والتي تشكل خطرا على الصحة حيث أن 25 بالمائة من مستهلكيها ينتقلون إلى مرحلة الإدمان، وربما إلى مخاطر الجرعات الزائدة المؤدية أحيانا إلى الموت. يضاف إلى ذلك انتقال محتمل لأمراض معدية خطيرة الى المستهلك مثل الإيدز. ويعتقد الخبير حجازي أن "عصابات المخدرات تستغل في العالم العربي خصوصا في منطقة الخليج، مع وجود إمكانيات مادية لترويج الأمفيتامينات والهيروين والحشيش بسبب البطالة إضافة إلى بوادر وجود انحلال في الروابط الأسرية العربية، خصوصا في منطقة الخليج". وحول الأسباب المؤدية إلى التعاطي المتنامي للمخدرات لدى الشباب في عدد من الدول العربية، أشار الخبير الأممي، إلى أنها تعكس نفس الأسباب المعترف بها دوليا مثل الفراغ والبطالة وعدم وعي الشباب بأضرار المخدرات وعدم اقتناع الشباب بوجود قيم في المبادئ والدين أوانجرافهم السريع إلى المخدرات. وفي موضوع ذي صلة، ذكرت المجلة العلمية البريطانية "دولانسيت"، إن أكثر من 200 مليون شخص في العالم في عمر بين 15 و64 سنة، يتعاطون يوميا مختلف أنواع المخدرات بشكل غير قانوني.واعتمدت المجلة في نتائجها، على ثلاثة دراسات علمية من أستراليا و بريطانيا، ونقلت عنها ملاحظة استمرار تفاقم الوضع بشكل ملحوظ في الدول الغنية واعتبرت أن استهلاك المخدرات بشكل غير مشروع يهدد الأوضاع الصحية للمجتمعات بنفس المستوى الذي ينجم عن إدمان الكحول، غير أنها ليست بقدر خطورة الأمراض المتعلقة بالتبغ. وقال باحثون أستراليون من جامعات سيدني وملبورن وبريزبن، إن أغلبية الناس يستخدمون المواد الأفيونية المحظورة والأمفيتامينات والكوكايين والقنب (الحشيش) في الدول ذات الدخل المرتفع، وتبلغ النسبة الإجمالية لهؤلاء 1 من بين كل 20 من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 64 عاما. واستدلت الدراسة الاسترالية الحديثة ببيانات متاحة ترجح أن هناك عدد إجمالي يتراوح بين 125 إلى 203 مليون متعاط للحشيش، وبين 14 إلى 56 مليون متعاط للأمفيتامين وبين 14 إلى 21 مليون متعاط للكوكايين، وما يتراوح بين 12 إلى 21 مليون متعاط للمواد الأفيونية. وكشفت الدراسة أن ما بين 11 و21 مليون شخص في العالم يلجؤون إلى التخدير عبر الحقن بالإبرة. فيما يبلغ عدد هؤلاء في المنطقة العربية حوالي 25 مليون مدمن. وقال مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا إن أغلبية من يتعاطون المواد الأفيونية ومن بينها الهيروين في الشرق الأوسط بنسبة تصل إلى 1.4 بالمائة، ممن هم في تلك الفئة العمرية.