يعد الفيلم الوثائقي «الأندلس الجديدة» والذي هو من إنتاج كندي إسرائيلي لمخرجته اليهودية المغربية المقيمة بكندا «كاثي وازانا» والذي يتحدث عن إمكانية عودة اليهود المغاربة من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة للمغرب مرة أخرى، أبرز ما عرفه اليوم الرابع من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، خاصة أمام ما أثاره من نقاش حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين . اليوم الرابع وحسب جل التعليقات المتخصصة والعامة، لم يكن يوما نوعيا بالنظر إلى طبيعة الأفلام المعروضة فيه، والتي لا تخرج عن سياق التحسيس والدعاية لقضايا معينة، حيث هم الأول «رقصة الوحش» لمخرجه مجيد لحسن، التعريف بقضايا اغتصاب الأطفال والاستغلال المتعدد لهم خاصة اطفال الشوارع وأبناء الفئات الضعيفة والفقيرة، والثاني، «حد الدنيا» لمخرجه حكيم نوري والذي عالج موضوع مرض السرطان و»القتل الرحيم». أما الأفلام القصيرة فقد استحسن كثيرون فيلمي «اليد اليسرى» لفاضل شويكة وحلم جميل» لعبد الغفار السالفي، في حين أحيط فيلم ذاكرة مريم بكثير من الاستفهامات حول حبكته الدرامية والمشاهد الموظفة فيه. فيلم «الأندلس الجديدة» التي هي المغرب في نظر مخرجته، أثار نقاش حول مضمونه الذي اعتبره البعض يشكل دعوة للتطبيع مع إسرائيل من خلال بوابة الفن والسينما، خاصة أمام الحضور القوي للنجمة السداسية وأيضا لما أدلت به إحدى الصهيونيات التي كانت تحاور اليهودي المغربي الراحل شمعون ليفي، والذي صرخ في وجهها بالقول إن إسرائيل في مأزق ولا يمكن دعم اليهود هناك مادامت إسرائيل مستمرة في سياستها الاستيطانية والاستعمارية، وربما قد تتجه إلى الأردن أو أي من الأراضي المجاورة، وهي الفقرة التي لقت تصفيقا حارا من لدن القاعة بل منهم من ردد عبارة «فلسطين ستصبح حرة»، غير أن هناك رأي آخر قال بأن الشريط لا يخدم إسرائيل بل هو ضدها بغض النظر عن رغبة منتجيه. وقد ركز الوثائقي على جذور اليهود بالمغرب بمدن مختلفة خاصة مدينة الصويرة المغربية. عن أفلام اليوم الرابع هذه، قال الناقد السينمائي بوشتى فرق زيد، ل: «التجديد» إن فيلمي «رقصة الوحش» و»حد الدنيا» لا يخرجان عن إطار أفلام الدعاية والتحسيس والتي غالبا ما تكون أفلاما أنتجت تحت الطلب، أما عن فيلم اليهودية المغربية «كاثي وازانا» فقال إنه يدخل ضمن أفلام الهجرة لكنه يتحدث عن الهجرة المعكوسة والتي تهم رغبة بعض اليهود المغاربة في العودة من الأراضي المحتلة كما قال بان الفيلم يندرج ضمن تسامح الأديان واعتبره موجه ضد «إسرائيل» أكثر من أنه يخدمها. مردفا أنه يحسب للمنظمين فكرة حضور الفيلم الوثائقي مما سيكسر الانطباع السائد بكون السينما هي درامية فقط. ومن جهته قال الناقد السينمائي، مصطفى الطالب، في تصريح ل: «التجديد»، «إنه بقدر معرفتنا بأن اليهود المغاربة قد غرر بهم في فترة ما من طرف الحركة الصهيونية العالمية فإن شريط «الأندلس الجديدة» استفز مشاعرنا» وذلك يقول الطالب بكون الشريط من إنتاج مشترك بين كندا و»إسرائيل» أولا، وثانيا لما تضمنه من مغالطات تاريخية كبيرة تمحي أثر الاحتلال «الإسرائيلي» وتجعل من أراضي فلسطينالمحتلة هي أرض «إسرائيل» الخالدة لليهود مستندين إلى نصوص تراثية خاطئة كما أن الشريط ثالثا يؤكد الطالب، يريد تكسير الحاجز النفسي لدى المشاهدين المسلمين في علاقتهم بالأراضي الفلسطينية وعداوتهم للكيان الصهيوني، وخلص الطالب إلى كون الشريط هو محاولة لفرض التطبيع بطريقة مقصودة أو غير مقصودة مع الاعتراف يقول المتحدث أن اليهود عاشوا في مختلف بقاع الوطن العربي بما فيه المغرب معززين مكرمين. أما عن ما عرض من أفلام خلال الأيام الأربع الأولى للمهرجان، فيرى الناقد السينمائي بوشتى فرق زيد، بأن برمجة 23 فيلما طويلا يعد أمرا إيجابيا وفق سياسة المركز السينمائي المغربي والقائمة على أن الكم سيولد الكيف، لكن يلاحظ يقول فرق زيد، صاحب كتاب «الصورة عند رولان بارت» الصادر سنة 2010 أن أغلب الأفلام المعروضة لا تتوفر على لغة سينمائية، يمكن أن ترقى بالسينما المغربية إلى المستوى العربي أو العالمي. معتبرا أن أربعة أفلام بين طويلة وقصيرة أقنعته حتى الآن وتتوفر على مستوى جيد وهي كل من «أيادي خشنة» لمحمد العسلي و»شي غادي وشي جاي» لحكيم بلعباس وأيضا كل من الفيلمين القصيرين حياة جديدة للمخرج عبد اللطيف أمجكاك، و»اليد اليسرى» للمخرج فاضل الشويكة. كما سجل فرق زيد حضور ظاهرة التطرف بشكل مقحم في السينما المغربية. في صلة بما عرض خلال أربعة أيام الأولى، سجل مصطفى الطالب، عدم تميز هذا اليوم لكونه لم يعرف أشرطة ذات مستوى عالي، وعن الدورة 13 عموما قال الطالب إن المهرجان الوطني كحدث بارز يخقق هدفه من حيث جودة الأفلام والتي قال بأنه تمت التضحية بها لصالح الكم. مستثنيا من ذلك أربع إلى خمسة أفلام من أصل 23 طويلة والتي وصفها بالمتميزة فنيا وموضوعاتيا، واعتبر أن الرهان على الكم كان خيارا غير موفق وأن الخاسر في كل هذا هو السينما المغربية. كما سجل أيضا طغيان تيمة الإرهاب والتطرف على الرعديد من الأفلام والتي قال بأنها لم تعالجه بالموضوعية والعقلانية المطلوبة وأكد حسب الطالب أن المخرجين المغاربة يتعاطون مع هذا الموضوع بسطحية وتبسيطية وهو ما يسقطهم في تشويه صورة المتدين المغربي بدل محاولة فهم شخصية المتطرف، مما يجعل هدفهم حسب الطالب، لا يروم معالجة الإشكال بقدر ما يخدم الجانب التجاري وجهات أخرى لها مصلحة في ذلك.