❶ ما هو السياق الذي حكم توجيهكم مذكرة إلى الحكومة المعينة حول جملة مطالب تهم الجامعة والتعليم والطلبة؟ ●● بسم الله الرحمان الرحيم، ابتداء نحن منظمة طلابية شبابية تعنى وتهتم بشان الطلبة والتعليم والمجتمع، وانخرطت مند تأسيسها، بل ومن خلال ما راكمه القطاع الطلابي قبل ذلك في الدفاع عن قضايا الطلاب والجامعة، من خلال معاركها النضالية والمدنية المختلفة، والتي كان التواصل مع المؤسسات المسؤولة جزء منها، فما الخطوة التي قامت بها إلا استمرار في نفس المسار الذي خطته لنفسها، وهو خدمة الطلبة والجامعة والبحث العلمي بما تستطيع وما يتاح لها من فرص وإمكانات، إضافة إلى أن هناك سياق موضوعي عنوانه الكبير هو فشل عمليات الإصلاح التي عرفتها الجامعة، الأمر الذي أصبح يهدد أداء الجامعة في دورها الخدمي كمرفق عام، وفي دورها العلمي كمنتج للمنفعة. دون أن ننسى الوضعية الاجتماعية للطلبة التي ينبغي إيجاد حلول مستعجلة لها. ❷ عرفت مذكرتكم تركيزا على الجوانب الاجتماعية والحقوقية والبحثية بالإضافة إلى أسئلة تهم مستقبل التعليم بالمغرب، فهل نحن أمام معالم رؤية متكاملة حول التعليم بالمغرب؟ ●● المذكرة تترجم جزء من مطالب المنظمة التي اشتغلت عليها باستمرار، فنحن جزء من طلبة يعانون مشاكل اجتماعية تنعكس على أدائهم وتحصيلهم العلمي، وجزء من طلبة عانوا لعدة عقود من تجارب فاشلة في الإصلاح التعليمي، وعرفوا الإقصاء والتهميش في اتخاذ القرارات التي تهمهم وتهم الجامعة والمجتمع ومستقبل المغرب، لقد حاولت المذكرة تنبيه الحكومة الجديدة إلى مجال لن ينهض المغرب دون النهوض به، ونعتقد أن من بين المقتراحات التي تضمنتها نقاط لو تم اعتمادها سنضع الأرجل في طريق الإصلاح الذي طالما نادينا به، وأهمها عقد المناظرة الوطنية الرابعة، للتفكير جماعة وبمقاربة تشاركية في أزمة التعليم في المغرب وتحدياته المختلفة، مناظرة لنا شرف السبق في الدعوة إليها، وما زلنا ننتظر استجابة كافة الفاعلين لها، وفي مقدمتهم الحكومة المغربية وفي شخص وزارة التعليم العالي، وباقي النقابات والمؤسسات والأحزاب والفاعلين.بعدما أبدت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم العالي استجابتها. المميز في مبادرة المنظمة أننا نقول بأن الحركة الطلابية اليوم قادرة على المساهمة في بناء وطنها من موقعها الشبابي والطلابي، من خلال المبادرات والنضال والكفاح من أجل تحقيق مطالب الشعب المغربي في العيش بكرامة عبر التوزيع العادل للثروة وسبل تحصيل المعرفة. ❸ تنتمون إلى مشروع إصلاحي من أهم مكوناته حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، وعرفتم بخطكم النضالي المنحاز للطلبة وقضاياهم العامة، فهل ستعرف خطتكم النضالية تغيرا معينا أمام التحول السياسي الذي عرفه المشهد الحزبي بالمغرب؟ ●● لا بد من التأكيد أنه في مؤتمرنا الأخير حددنا منطلقات عملنا من خلال ثلاث محاور، هي الدعوة والمعرفة والنضال، هذا الأخير الذي يضفي على عملنا الطلابي صبغة خاصة ، بمعنى أننا جزء من الجامعة ونمثل فئة الطلبة، وندافع عن مصالحهم، وننحاز لصفهم، وهذا لا يتعارض مع انتمائنا لمشروع إصلاحي تَمَثُلُه في المشهد السياسي حزب العدالة والتنمية، كما أن هذا الانتماء لن يمنعنا من القيام بوظيفتنا التي تعبر عن هويتنا كمنظمة تعمل أساس في الوسط الطلابي، بل سيلقى على عاتقنا مزيدا من المسؤولية في تمثيل الطلبة والتعبير عن اهتماماتهم وتطلعاتهم في التعليم وتحسين الوضع الاجتماعي، خاصة وقد أصبح الطرف الحكومي في المغرب بغض النظر عن العلاقة التي تربطنا به قابلا للحوار بل الاستجابة لتطلعات الجامعة والطلبة والتي يتضمن برنامجه الانتخابي جزءا منها، وقابلا للوضوح حال تعذر الاستجابة، وهذا ما ينتظره جزء كبير من الطلبة والشباب والمغاربة. ولا بد في الأخير من التأكيد أن مقاربتنا في العمل داخل الجامعة، تنطلق من ضرورة استعادة المجتمع لدوره في احتضان الجامعة، لتكون جزء من المجتمع لا على هامشه، جامعة تتنفس هموم هذا المجتمع وتعيش على إيقاع متطلبات بناء مغرب الحرية والعدالة والكرامة.