قال رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية، في كلمة ألقاها، مساء السبت 7 يناير 2012، لجماهير صفاقس في تونس «إن الزمان تغير ولم يعد لإسرائيل حلفاء في تونس ومصر». ووجه هنية حديثه لحشد كبير من التونسيين قائلاً: «لا تخشوا تهديد العالم من نموذج غزة فنحن انتصرنا». وأضاف «في الذكرى الأولى لثورة تونس والذكرى الثالثة لحرب غزة، نحن نحاصر الذين حاصروا غزة». وكان هنية قد زار في وقت سابق من اليوم ذاته مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس بن علي في 14 يناير 2011، معتبراً أن الشهيد محمد البوعزيزي هو شهيد القدسوفلسطين لأنه مات لتحيى الأمة والعزة والكرامة. وأشاد هنية في كلمه له بالشعب التونسي الذي ثار في وجه الظلم، وقال «محمد البوعزيزي هو شقيق الشهيد محمد الدرة». وأضاف «امتدت الثورة إلى العديد من الدول العربية لتحرر من الظلم، وخرج الشعب التونسي من تحت الركام ليقول إن سنوات التيه وضياع الهوية لم تنجح في تشتيت هذا العقل وتحطيم الكرامة ولم تنزع فلسطين من قلوب التونسيين». ووصل هنية تونس الخميس الماضي، حيث التقى هناك رئيس الحكومة حمادي الجبالي والرئيس التونسي منصف المرزوقي وفعاليات شعبية وأحزاب سياسية. وشدد هنية على أنه لا مستقبل للكيان الصهيوني على أرض فلسطين وإن أياما حالكة تنتظرها بعد ربيع الثورات العربية الذي ساهم في تغيير الأوضاع الاستراتيجية للمنطقة. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن هنية قوله: «إن ثورة تونس هي امتداد لثورة فلسطين ضد الظلم والاحتلال وإن هذه الثورة التي صنعت للأجيال التونسية والعربية مجدا عظيما بعد سنوات من الغربة والتغريب تحمل كذلك آمالا عريضة لتحرير فلسطين». وأضاف هنية أن «غزة التي قتل أبناؤها وشردوا وهجروا وحوصرت اقتصاديا وعزلت سياسيا في ظل تواطؤ عديد الأنظمة العربية مع السياسة الإسرائيلية القمعية، هي اليوم وبعد سقوط هذه الأنظمة على أيدي شعوبها المساندة لفلسطين، تحاصر من حاصرها». وعاهد رئيس الوزراء الفلسطيني الشعب التونسي على «أننا لن نتنازل عن القدس والأقصى ولن نخون دماء شهداء الثورة في تونس التي نعتبرها دماء على طريق تحرير القدس والأقصى ولعنة تطارد المحتلين»، كما عاهد « كل الشعوب العربية التي حذت حذو تونس وأسقطت بثوراتها من تواطئوا مع إسرائيل ورفضت إهانة حكامها لها وقمعها إرادتهم في مساندة فلسطين، أن نلتزم بنهج المقاومة حتى النصر». على صعيد آخر، تحدث هنية في لقاء مع والي صفاقس وعدد من ممثلي مكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية بمقر الولاية، عن تصدع البنية الاستراتيجية في محيط الكيان بعد ربيع الثورات العربية ولا سيما بعد الثورة المصرية فضلا عن التغيير الكبير في المواقف التركية حيال «إسرائيل».