نظمت حركة التوحيد والإصلاح بمنطقة تيزنيت الأحد المنصرم دورة تربوية تكوينية لفائدة أعضاء الحركة ومتعاطفيها، وتناولت الدورة التي حضرها حوالي 40 مستفيدا، النقاش في قضايا فكرية راهنية، وفي محاضرة للأستاذ حسن الإفراني في موضوع «التصور الإسلامي لمفهوم الحرية»، حاول سبر أغوار هذا المصطلح الذي من أجله قامت ثورات وناضلت الشعوب، وإلى ذلك أوضح أن الفرق بين الإنسان والحيوان في التصور الإسلامي هو الحرية وأن هذه القيمة أصل أصيل و كدح متواصل لتجاوز الضرورات ( قوانين الطبيعة كالسببية و الجاذبية )، مشيرا إلى أن وعي المسلم بهذه القوانين الطبيعية يسمح له بأن يعيش حرا. وعرض المحاضر بعض النماذج المادية الغربية و تصورها للحرية، قبل أن يخلص إلى نتيجة واضحة، ترتبط بكون الدولة الإسلامية هي الضامن الحقيقي لإتاحة مناخات الحريات. من جهته، تناول الأستاذ الوالي الشتوكي «وسطية الإسلام» ، وقد عرفها بكونها صفة أطلقها رب العالمين على خير الأمم، مستندا في ذلك إلى قول الفيلسوف أبويعروب المرزوقي ‘' الوسطية هي أولا خبرية ثم وجودية ‘'. وعرج المحاضر إلى ضوابط الوسطية و لخصها في ضابطين بارزين هما العدل و الخيرية، و قد أكد في عرضه على أن الوسطية ليست معيارا لاستنباط الحكم الشرعي وإنما هي الالتزام بأحكام الشرع الحنيف و العمل بمقتضاها. وختمت الدورة بمحور أخير دار فلكه حول أخلاقيات الحوار وتأصيله الشرعي تناوله الأستاذ إبراهيم أوبريك بالشرح والتفصيل مبرزا قواعد الحوار وآفاته و صفات المحاور مع إلقاء الضوء على فن الإلقاء والخطابة و مميزاته و خصائصه..