اطلع الملك محمد السادس، الثلاثاء الماضي بطنجة، على تقدم أشغال مشروع إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة، الذي رصدت له استثمارات إجمالية تبلغ 6,2 مليار درهم. ويروم هذا المشروع الممتد على مساحة إجمالية تناهز 84 هكتار، والذي انطلقت أولى أشغاله في يناير 2011، تعزيز موقع مدينة طنجة كوجهة مفضلة لسياحة الرحلات البحرية والترفيه على الصعيد الدولي عموما، وبحوض البحر الأبيض المتوسط على الخصوص، وذلك من خلال تطوير مجموعة من الأقطاب (الترفيه، الرحلات، القوارب السريعة، الصيد، الفندقة، الثقافة والتظاهرات والأنشطة، التجارة والتنشيط، الإقامات السكنية، والمكاتب). وكانت الأشغال الخاصة بإحداث البنيات التحتية للميناء الترفيهي الجديد قد انطلقت في شهر أبريل الماضي، حيث بلغت نسبة تقدمها 35 بالمائة، فيما بلغت نسبة إنجاز البنيات التحتية المتعلقة بالشطر الأول من إعادة توظيف ميناء الصيد الحالي عشرة بالمائة بعد انطلاق الأشغال فيها في يوليوز الماضي. ويتوخى ميناء طنجة المدينة، أن يوفر سنة 2016، أحد أفضل عروض الخدمات الخاصة للملاحين وفي مجال الترفيه، من خلال توفير عرض متكامل يشكل 1610 مكان لرسو القوارب والسفن، وذلك في أفق إحداث مارينا عملاقة، تعد الأكبر من نوعها بالمنطقة، تتوفر على 3000 مكان للرسو. وسيوفر قطب "الرحلات البحرية"، بنيات تحتية هامة موجهة لاستقبال أكبر سفن الرحلات البحرية في العالم، مع تهيئة ثلاثة أرصفة لهذا النشاط يبلغ طول أكبرها 360 متر، وذلك في أفق استقطاب 300 ألف سائح في مجال الرحلات البحرية سنة 2016 و750 ألف سائح خلال سنة 2020. وسيتم الشروع في الشطر الأولى من أشغال توسيع رصيف سفن الرحلات في مارس 2012. ويشمل مشروع رحلات القوارب السريعة تجديد وتحديث المحطة البحرية الموجودة حاليا بهدف توفير أفضل ظروف السلامة والراحة للمسافرين. ومن المنتظر أن تنطلق الأشغال في المشروع، الذي تستمر مدة إنجازه 12 شهرا في أبريل المقبل، خاصة وأن الدراسات الهندسية توجد في مراحلها الأخيرة. وباعتباره أحد المحاور الأساسية لمشروع انفتاح الميناء على المدينة، فقد تميزت السنة الجارية بهدم جانب من البنايات المغلقة المتواجدة بمدخل الميناء الحالي، على أن يتم استكمال الشطر الثاني من الأشغال في سنة 2012، وذلك في أفق فتح مزيد من فضاءات المنطقة المينائية على المدينة. وفي هذا السياق، لازالت أشغال ترميم تقاطع الميناء والمدينة العتيقة، والذي يمتد من دار البارود إلى دار الحجوي قيد الإنجاز، حيث بلغت نسبة تقدمها 20 بالمائة. وبهذه المناسبة، أعطى الملك محمد السادس، انطلاقة أشغال إنجاز ميناء الصيد الجديد بكلفة إجمالية تبلغ1,09 مليار درهم. ويروم هذا المشروع، الذي يعد أحد المكونات الأساسية في مشروع إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة، تحسين ظروف عمل المهنيين من خلال تمكينهم من تجهيزات عصرية تستجيب لحاجياتهم وإنعاش الاستثمارات وخلق مناصب شغل بقطاع الصيد البحري بالجهة.