أجمع المشاركون في المناظرة السياسية التلفزيونية التي نظمتها قناة المهاجر في العاصمة الأميركية واشنطن، على عدم شرعية ولا دستورية إقصاء الجالية من التمثيلية والمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، ومن ذلك التصويت بالوكالة، مطالبين بضرورة فتح حوار وطني جاد مع المغاربة المهاجرين لتدارك هذه المخالفة الدستورية وتصحيحها. واستغرب عبد الكريم المردادي، رئيس تحالف المغاربة المقيمين بإيطاليا، من غياب المجلس الاستشاري للجالية في قضية حساسة مرتبطة بمشاركة الجالية المغربية المقيمة في الخارج في الانتخابات، معتبرا أن الخاسر الأكبر في هذه العملية هو المغرب الذي ضاع من 10 % من أبنائه المكونين. من جانبه قال الحسين أولحليس، رئيس جمعية أصدقاء المغرب بفرنسا، "أنه لا يمكننا أن نكون مغاربة بالوكالة"، معتبرا أن هذا الأمر يعد إقصاء مباشرا، وأنهم كجالية "لن يصوتوا بكيفية غير إرادية". وطالب أولحليس بضرورة إشراك الجالية في القرارات الخاصة بها في المستقبل معتبرا أنهم كمجتمع مدني يعملون كل ما بوسعهم للخروج مما أسماه حالة الطوارئ. أما رضوان أبو هلال، نائب رئيس مؤسسة الصداقة المغربية البولونية، قال "أننا لسنا أقل مغربية من المقيمين في أرض الوطن"، مؤكدا أن الهيئات السياسية المتخصصة في الجالية موجودة بكثرة إلا أنها لا تمثل إلا نفسها متسائلا عن برامجها وأفكارها حول الجالية. وأوضح أبوهلال أن هذه المؤسسات ليس لها تصور حول التعامل مع مشاكل الخارج، منبها إلى أن الجالية أمامها أمرين إما السكوت أو التصعيد الذي اعتبره لا يمكنه إلا أن يؤزم وضعية الجالية، ولا يخدم مصالحها. من جهته قال أبي بكر أبي السرور، موظف سامي بالبنك الدولي والرئيس المؤسس أكاديمية ابن خلدون للتربية والتعليم، إن للجالية الحق في التصويت كمغاربة لأنه وطبقا للفصل 17 من الدستور الذي يؤكد على تمتيع مغاربة العالم بالمواطنة الكاملة تصويتا ومشاركة في الانتخابات وهذا يؤكد يضيف أبو بكر خرقا سافرا للدستور والإرادة الملكية، مطالبا بضرورة إعطاء كوطا خاصة لتمثيل الجالية. من جانبه قال حسن سمغوني عضو فاعل في مغاربة العالم، أن الغريب في الأمر أن رغم الحديث عن العدد القليل المسجل، إلا أنهم رفضوا تسجيل حوالي 6 ملايين من المغاربة، متسائلا هل هذا خوف من الديمقراطية المتقدمة التي يمكن للجالية أن تعبر عنها بتصويتها في الانتخابات المقبل، موضحا أن المغرب أخلف موعد مع التاريخ بإقصاء الجالية. رشيد فارس، رئيس جمعية الصحراء المغربية وممثل مغاربة العالم بإسبانيا، تأسف من جانبه عن ما أسماه النكران غير المبرر لمغاربة الخارج، والإقصاء العلني والواضح، لأن القانون في هذا الاتجاه لا مجال فيه للتأويل، معتبرا أن هذا مبرره الأساسي هو الخوف من أصوات الجالية التي عاشت في أجواء الديمقراطية وتمتلك كفاءة عالية لا يمكن شراءها ولا المتاجرة بهم. هذا وختم المتدخلون بالتأكيد أن إقصاء مغاربة العالم، يأتي في الوقت الذي شهدت فيه عواصم العالم بأسره مشاركة واسعة للناخب التونسي، ومن المنتظر أن يتمتع الناخب المصري، في الخارج بهذا الحق كذلك والذي أجمعت فيه كل الخطابات الملكية على ضرورة تفعيل الدور السياسي لأبناء المغرب في الخارج وتمتيعهم بكافة حقوقهم الدستورية.