ترتسم ثلاث قراءات لمقاربة العلاقات الخارجية للمغرب في برامج الأحزاب السياسية. توجه يدعو إلى الاهتمام أساسا بالدائرتين المغاربية والعربية الاسلامية، ثم تأسيس علاقات تشاركية على منطق المصالح المشتركة مع القطبين الأمريكي والأوروبي. توجه ثاني تيتزعمه برنامج الكتلة ويحدد دوائر الأولوية في الاتحاد الأوروبي ثم الاتحاد من أجل المتوسط، ثم الدائرة المغاربية العربية الاسلامية. أما عدد من برامج الأحزاب الأخرى فلم تعطي أهمية لمعطى الجوار كمرتكز لبناء استراتيجات الداخل المغرب. بين استحضار عمق الروابط التاريخية ومقاربة المصالح التجارية والاقتصادية تنقسم البرامج الانتخابية في تحديد دوائر أولويات العلاقات الخارجية لمغرب الغد: العدالة والتنمية: تحت شعار «صيانة السيادة وتعزيز الإشعاع المغربي ورفع الفعالية الخارجية» يقترح البرنامج الانتخابي للحزب أولوية تعزيز العلاقات مع الفضاء العربي والإسلامي والإفريقي باعتباره العمق الاستراتيجي والتاريخي والجغرافي للمغرب. ويدعو البرنامج في هذا السياق إلى تفعيل وتطوير معاهدة اتحاد المغرب العربي ومؤسساته و رفع مستوى المبادلات التجارية بين الدول المغاربية ووضع التحفيزات اللازمة. مع التأكيد على ضرورة توضيح رؤية علاقة المغرب بمجلس التعاون الخليجي و تفعيل هيئات الجامعة العربية ومؤسساتها وتفعيل مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي. في ذات الإطار وفي سياق علاقته مع الأقطاب العالمية الكبرى، يدعو برنامج الحزب إلى المحافظة على العلاقات المتميزة مع الفضاءين الأوروبي والأمريكي، واعتماد سياسة لتصحيح اختلالات الشراكات القائمة وضمان المصالح المتبادلة والعادلة مع القطبين. برنامج الكتلة: يشير برنامج الكتلة الديمقراطية إلى أن الصحوة التي تعيشها الشعوب العربية ستفتح أمام هذه الشعوب آفاق جديدة للتكتل والاندماج وتحرير الطاقات البشرية والاقتصادية من أجل تحقيق التنمية الشاملة والعيش الكريم لجميع مواطنات ومواطني المنطقة العربية. وبخصوص القضية الفلسطينية، تؤكد الكتلة دعمها المتواصل لتأسيس دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وتأييدها القوي والمطلق للطلب الذي تقدمت به السلطة الفلسطينية باسم منظمة التحرير الفلسطينية إلى الأممالمتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.ويعتبر برنامج الكتلة إلى أن الاتفاق المغربي- الأوروبي من خلال صفة « الوضع المتقدم» يكتسي أهمية قصوى على المستويات التجارية والاقتصادية والسياسية. وفي المستوى الثاني تدعو أحزاب الكتلة إلى تطوير «الاتحاد من أجل المتوسط». وفي مستوى ثالث تسعى الكتلة الديمقراطية إلى تقوية علاقات المغرب التقليدية مع العالم العربي والإسلامي والإفريقي. مع اعتبار بناء الاتحاد المغاربي يشكل لبنة أساسية ضمن المشروع الكبير للتكامل بين الدول العربية. التجمع الوطني للأحرار: يدعو برنامج الحزب إلى تحقيق إشعاع المغرب على المستوى الدولي من خلال مواصلة التعبئة من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب وضمان مصالحه الاستراتيجية في محيطه الاقليمي والعربي والاسلامي. والعمل على تطوير التعاون مع بلدان الجنوب وتمتين العلاقة مع الاتحاد الاوروبي وتعزيز تموقع المغرب اقليميا ودوليا. التحالف من أجل الديمقراطية: تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوربي وتعزيز التعاون مع العالم العربي والإسلامي. التقدم والاشتراكية: يدعو برنامج الحزب الانتخابي إلى تقوية علاقات الصداقة والتضامن مع الدول والشعوب المغاربية والعربية ونصرة كفاحها من أجل الديمقراطية. مع تعزيز أشكال التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل إنهاء الاحتلال وبناء دولته المستقلة. من جهة أخرى يتعهد الحزب بطرح ملف مستقبل مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية للحوار مع إسبانيا.