انتقد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أول أمس، تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي دعا فيها أنقرة الخميس الماضي إلى الاعتراف بما أسماه «الإبادة الجماعية» في حق الأرمن إبان الخلافة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى. وقال داود أوغلو: «لا يحق لدولة ذات ماضٍ استعماري أن تعطي الدروس لتركيا»، بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني لقناة «تي آر تي» الإخبارية التركية. وكان وزير شؤون الاتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين الأتراك أجمن باجيش قد صرح الجمعة الماضية أنه على الرئيس الفرنسي أن يهتم ويواجه مستقبل الاتحاد بدلاً من الالتفات إلى أحداث التاريخ. وقال باجيش في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «الأناضول»: إنه «إذا عمل ساركوزي على كيفية إخراج بلاده من الاضطراب الاقتصادي بدلاً من القيام بدور المؤرخين، سيكون ذلك مهمًّا بالنسبة لفرنسا وأوروبا». وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد قال الجمعة أثناء زيارته إلى أرمينيا: «إذا لم تنتهج تركيا مسار الدول الكبرى الأخرى في الاعتراف بالإبادة الجماعية بحق الأرمن قبل نهاية العام، فإن فرنسا ستتخذ خطوات جادة بما في ذلك تجريم إنكار الإبادة». وأكد ساركوزي أن تركيا ليس لها مكان في الاتحاد الأوروبي قائلاً: «دور تركيا عظيم بالنسبة للعالم ولفرنسا، فهي جسر بين الشرق والغرب، ولكن ليس لها دور داخل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي ليس لتركيا». وجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها فرنسا عن مشكلة إبادة الأرمن، على الرغم من أن التاريخ يؤكد أن ما حدث في تلك الحقبة التاريخية كان مأساويًّا لكثير من الفئات والطوائف بما فيهم العثمانيون وليس الأرمن وحدهم.