كان التنس المغربي إلى وقت قريب يمثل رياضة النخبة، والجمهورالذي يحضر المباريات له مواصفات خاصة، وهو ينتمي في الغالب إلى تلك الطبقة الراقية، لكن بعد الإنجازات الكبرى التي حققها البطل يونس العيناوي في الملاعب العالمية، بدأت هذه الرياضة تستقطب جمهورا جديدا لم يتعود عليه لاعبو الكرة الصفراء، جمهور يشجع بحرارة، بل وعمل على إدخال شعارات ملاعب كرة القدم في جو غير مألوف، أكثر من ذلك أن عددا منهم لا يحترم قوانين اللعبة، ولا يعرف متى يشجع ومتى يصمت، بل إن عددا منهم لا يتورع عن اقتحام الملعب أثناء اللعب، مما يؤثر على تركيز اللاعبين الذين يحتاجون إلى الهدوء التام، وحسب المهتمين والمتتبعين، فإن ولوج هذا الجمهور الجديد ملاعب التنس لم يواكبه تأطير من طرف المسؤولين، الذين اعتمدوا على حراس لا تتوفر فيهم التجربة، وبعضهم دخل عن طريق الزبونية والمحسوبية، هذا الأسلوب الغريب، الذي يتم بمباركة من رئيس الجامعة الذي وضع كل همه في الحفاظ على الكرسي السحري، أثر على سمعة المغرب لدى اللاعبين العالميين، الذين عبروا غير ما مرة عن تذمرهم من هذه التصرفات المستفزة، وكم هو مؤسف أن ينحصر هم رئيس الجامعة في إتمام الدورة مهما كانت النواقص، وكم هو غريب أن يفكر فقط في المباراة النهائية، ناسيا سمعة المغرب وحضوره العالمي، ولعل الجميع يتذكر الأحداث السلبية التي عرفتها دورة السنة الماضية حين بقي نصف الجمهور واقفا، إن ما تعرفه ملاعب مركب الأمل يدل دلالة قاطعة على أن رئيس الجامعة والعاملين معه، لا هم لهم سوى إتمام أسبوع جائزة الحسن الثاني وتتويج الفائز، ويحاولون ما أمكن طمس تلك التصرفات اللامسؤولة من قبل البعض، حيث يتحدث شهود عيان عن سلوكات فظة للحراس الذين يتعاملون مع الجمهور الذي يحضر إلى الملعب باستعلاء، بل إنه مقسم إلى طبقات، وهو ما أثار حفيظة الحاضرين الذين تستقطبهم مباريات اللاعبين المغاربة، فمتى يفهم محمد امجيد أن تلك الرياضة هي ملك لكل المغاربة وليست حكرا على البورجوازيين؟