أبرز تقرير صادرعن صندوق النقد الدولي أن الحراك الاجتماعي الذي تعرفه معظم الدول العربية يبرز أن معضلة بطالة الشباب تشكل أهم تحديات اقتصاديات المنطقة. وشدد التقرير، الذي جاء في سياق الحديث عن توقعات الاقتصاد العالمي في حالة استمرت الأزمة المالية الحالية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، على أن الآثار غير المباشرة للحراك الاجتماعي العربي والأزمة المالية الأوروبية بدأت تنعكس سلباً على الاقتصاد المغربي، الذي تضرر من ارتفاع أسعار السلع وزيادة النفقات الاجتماعية بفعل الاستجابة لعدد من استحقاقات الحراك الاجتماعي، في وقت تراجعت الاستثمارات الأجنبية وحركة السياحة والتدفقات المالية. مغربيا، توقع التقرير أن يرتفع عجز الموازنة في المغرب في العام الحالي إلى نحو 5 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهو ضعف النسبة التي كانت مسجلة قبل الأزمة الاقتصادية العالمية. وقدر عجز الميزان التجاري خلال الثلث الأول من العام الحالي ب77 مليون درهم.ويتوقع التقرير أن تنخفض مؤشرات النمو في الاقتصاد المغربي خلال المرحلة المقبلة. وتساءل التقرير عن إمكانات أن تحل تحويلات المهاجرين وبداية موسم الصيف، لتعويض جزء من خسائر التجارة الخارجية، بخاصة مع دول الاتحاد الأوروبي. وأفادت إحصاءات صندوق النقد الدولي بأن التدفقات والاستثمارات الأوروبية إلى المغرب تراجعت من 18 مليار درهم إلى أقل من نصف مليار في النصف الأول من العام الحالي. بالمقابل أكد التقرير أن عمليات التحويل في الاتجاه المعاكس نشطت خلال سنة 2011، إذ قامت شركات أوروبية، فرنسية تحديداً، بعمليات ترحيل أرباحها المحققة في المغرب إلى مقرها الرئيسي، ما زاد من الضغوط على احتياط النقد الأجنبي في المغرب. في قرائته لتقرير صندوق النقد الدولي، اعتبر إدريس بنعلي، خبير اقتصادي، أن العالم يعيش أزمة ثقة في إمكانات النظام الرأسمالي على الاستمرار في تحقيق النمو و الوفرة للمجتمعات الإنسانية. وشدد بنعلي على أن ما يجري في الولاياتالمتحدةالأمريكية عنوان للأزمة التي يواجهها النظام الرأسمالي ككل. وإن حل الأزمة الحالية، حسب بنعلي، لايعني أن المستقبل مضمون. وشدد بنعلي على أن ظهور اقتصاديات بديلة من حيث المفهوم سيؤدي مستقبلا إلى أن تصبح المفاهيم الاقتصادية الرأسمالية السائدة حاليا في عداد الموتى. في ما يخص المغرب، قال بنعلي إن التردد السياسي الحالي الذي يعيشه الوضع المغربي يؤدي إلى الانتظارية في الحقل الاقتصادي. وكمثال على ذلك يشير بنعلي: إن عددا من المستثمرين ينتظرون الانتهاء من تفعيل الدستور الجديد ونتائج الانتخابات البرلمانية وتكليف حكومة جديدة، لتحديد وجهتهم الاستثمارية بشكل نهائي. على الصعيد الدولي، لاحظ خبراء صندوق النقد إن الصراع الأميركي بين الجمهوريين والديموقراطيين يترجم، اليوم، بإشعال الفتن والحروب داخل أسواق المال والعملات حول العالم. وفي حال لم ينجح الرئيس أوباما في فك العقدة السياسة القائمة، حسب صندوق النقد الدولي، فإن النمو الاقتصادي العالمي سيتأثر سلبا.عربيا، أشار التقرير، إلى أن متوسط معدلات البطالة في البلدان العربية بلغت 11 بالمائة، وهو أعلى معدل إقليمي في العالم. فالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما يمثلون 40 بالمائة أو أكثر من العاطلين عن العمل في الأردن ولبنان والمغرب وتونس، وما يقرب من 60 بالمائة من العاطلين عن العمل في سوريا ومصر.