شهدت رحاب أكاديمة جهة الشاوية ورديغة سطات عشية يوم الأربعاء 01/70/2002 حفل توزيع جائزة "كارسيا لوركا" في دورتها الحادية عشرة، حيث كان موضوع المباراة رحلة خيالية عبر إسبانيا. حضر هذا الحفل وزير التربية الوطنية السفيران الإسباني والشيلي وعامل إقليمسطات بالنيابة وممثلو السلطات ومنتخبون.. في البداية تناول الكلمة الترحيبية السيد مدير الأكاديمية والتي تضمنت شكرا لوزارة التربية الوطنية على اختيار أكاديمية سطات لاحتضان هذا الحفل الثقافي التربوي حفل توزيع جائزة "كارسيا لوركا" الذي دأبت الوزارة على تأطير المباراة المرتبطة بها وجعلها آلية تربوية وفكرية لتحفيز التلاميذ على الانفتاح على اللغة والثقافة الإسبانيتين. بعدها ثمن رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدينة سطات هذه البادرة الطبية التي تساهم في خلق تواصل مستمر كما مزج بين لحظتين حسب تعبيره، لحظة مغربية تواقة إلى التعاون ولحظة إسبانية أحيت الفضاء الأدبي للشاعر الإسباني >كارسيا لوركا<، لكي تجتمع اللحظتان في تنويه تلامذتنا وتشجيعهم على المثابرة والاستمرار في التفوق وتحفيزهم على اكتساب اللغة الإسبانية. وقد أشاد المستشار التربوي للسفارة الإسبانية في مداخلته بالدور التربوي الإيجابي الذي تلعبه جائزة "كارسيا لوركا" كمحرك للأقسام ومحفز للتلاميذ والأساتذة، ومن خلالها يضيف المستشار يتم التعرف على الأعمال المنجزة وبواسطتها تكافأ مجهودات جميع الفاعلين التربويين.. بالإضافة إلى تنمية العلاقة بين التلميذ والأستاذ وتقوية العملية التربوية. كما أشار إلى جودة الأعمال المنجزة والتي عكست إبداع الناشئة ومخيلتهم حيث اتسمت البحوث بتنوع الطرائق والمقاربات وسلامة اللغة سواء في التعبير الكتابي أو الشفهي، وقد عسر على لجنة الانتقاء تحديد الجوائز الستة الأوائل نظرا لكون الأعمال والكلام دائما للمستشار كلها جيدة، وقد تطرق أيضا إلى أوجه التعاون التربوي التي أنجزت أو التي في طور الإنجاز، إذ تنظم كل سنة المصالح التربوية للسفارة بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية تداريب لصالح الأساتذة ومفتشي اللغة الإسبانية، مشيرا إلى أنه يوجد في هذا الشهر بالذات 55 أستاذا بجامعة غرناطة وكونيكا في تدريب خاص بأساتذة اللغة الإسبانية المغاربة. أما السيد سفير إسبانيا بالمغرب فقد قال: >... إن كل ما ينجز في الميدان التربوي تكتب له الاستمرارية ونجاحاته تكون مصدر ثرائنا لأنه استثمار بعيد المدى يكمل المشهد الفكري المشترك ويؤاخينا في عالم أصبح فيه التفاهم والتسامح أكثر من أي وقت مضى ضرورة ملحة<. كما ذكر بالقرب الجغرافي والتاريخي الذي يجمع البلدين والذي يحتم عليهما الاستمرار في هذا النهج الذي يخول للطرفين معرفة البعض للبعض الآخر في مجال التربية، وقال أيضا إن المغرب يعتبر أكبر دولة في العالم تستفيد من خدمات إسبانية حيث يوجد بالمغرب 01 مؤسسات و004 تلميذ، معربا عن فخره واعتزازه بالتعامل مع المغرب في هذا الميدان. وقد أكد السيد وزير التربية الوطنية في مداخلته أن اهتمام الوزارة بهذا النوع من الأنشطة وتدعيمها على عدة مستويات يجسد أحد المحاور الاستراتيجية الكبرى للوزارة التي تنطلق من الثانوي كمجال حيوي تنبثق منه قدرات التلاميذ ويطورها على الحوار والانفتاح ويفتح أمامهم فرص إثبات الذات، كما أشار إلى أن الثقافة الإسبانية وحضارتها يربطها بالمغرب تاريخ عريق وتفاعل مستمر جدير بأن يكون محطة اهتمام ناشئتنا يضيف الوزير وأن تحتل حيزا مهما في برامجنا. وبالنسبة لمجال التعاون المغربي الإسباني أشار الوزير إلى المساهمة في التكوين الأساسي بتعاون مع المدرسة العليا للأساتذة بتطوان، كما أعلن عن إحداث صيغة جديدة للتسجيل بمركز مدريد عبر الانترنيت بالإضافة إلى مراكز أخرى. وبخصوص تطوير دعم تدريس اللغة الإسبانية سجل ارتفاع عدد الأساتذة من 554 أستاذ سنة 79 إلى 006 أستاذ هذه السنة، وقد بلغ عدد التلاميذ الذين يدرسون الإسبانية كلغة ثانية هذه السنة 83525 تلميذا، أما خير دليل على الأهمية التي توليها الوزارة للفئات الأجنبية فقد صرح السيد الوزير أنه ابتداء من السنتين الأخيرتين للتعليم الابتدائي وعلى مدى التعليم الثانوي الإعدادي وفي مختلف شعب أقطاب التعليم الثانوي التأهيلي تم إدماج هذه اللغات في المسار الدراسي، وفي إطار تعزيز الجانب الثقافي يضيف الساعف للغة الإسبانية ودعما لسياسة الانفتاح على ثقافات وحضارات أخرى فإن عددا من الثانويات المشتملة على تخصيص اللغة الإسبانية، سيتم ربطها عبر شبكة الإنترنت بمؤسسات إسبانية ومثيلاتها ببعض دول جنوب أمريكا ابتداء من الدخول المدرسي المقبل. وفي الختام تم تقديم الجوائز على الفائزين وشواهد للمشاركة على المشاركين، حيث حازت التلميذة "خولة رحمة الله" على الجائزة الأولى، والجائزة الأولى لأستاذتها فتيحة الزهير وجائزة المؤسسة لثانوية فاطمة الزهراء بدرب السلطان الفدا. محمد معناوي