قال المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح إن التدافع لا ينتهي بالاستفتاء على الدستور. وكان الحمداوي يتحدث لجمهور غفير غطى جنبات القاعة المغطاة ابن ياسين بقلب العاصمة المغربية الرباط ضمن مهرجان حاشد لهيئات نداء الإصلاح الديمقراطي يوم الأحد 19 يونيو 2011. وإلى جانب الحمداوي، ألقى ممثل نقابة الاتحاد الوطني للشغل محمد يتيم، وممثل حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، كلمات في أول مهرجان بعد إعلان الملك عن الدستور الجديد في خطاب يوم الجمعة ودعوته الشعب المغربي للتصويت بنعم يوم فاتح يوليوز المقبل. وصوت مجلس الشورى لحركة التوحيد لصالح الدستور في دورة استثائية يوم الأحد بنسبة 87 بالمئة، في حين صوت المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بنسبة 89 بالمئة في ملتقى استثنائي يوم السبت. وحث رئيس التوحيد والإصلاح الحاضرين والغائبين من الأعضاء والمتعاطفين على المحافظة على التعبئة والحذر وعدم التراخي من أجل إنجاح الاستحقاقات القادمة لتنزيل الدستور ولإنتاج مؤسسات ديمقراطية تعكس إرادة الشعب المغربي. وقال الحمداوي من الآن فصاعدا لا مجال للتلاعب في الانتخابات وتزويرها، وهذا عصر الثورات والثورة المغربية على الطريقة الوسطية. واستعرض رئيس الحركة عددا من فصول وأبواب الدستور الجديد التي تعزز المرجعية الإسلامية وتحمي الأخلاق العامة وتحول دون المساس بالأسرة والزواج الشرعي أو تدعو لمراجعة أحكام الدين الإسلامية. لذلك شدد على الفصل 175 وهو يحث الحاضرين على قراءته والتمعن فيه وتفسيره لأبنائهم قائلا "انتهى إبعاد الدين عن الحياة العامة". كما دافع الحمداوي عن الخطباء والوعاظ والمرشدين الدينيين والعلماء، مبرزا أن الدستور الجديد يفسح المجال أمام انخراطهم ليكونوا في صلب الترشيد والتوجيه العام للمواطنين. كما استغرب أن يغيبوا عن وسائل الإعلام أو يمنعوا من الكلام كما كان من قبل. واتفق المتحدثون الثلاثة على دقة اللحظة التاريخية التي يمر منها المغرب، والدور الحكيم الذي قامت به الحركة الإسلامية عندما لاحت طلائع الثورة العربية بالمغرب وبعد الخطاب الملكي ليوم 9 مارس وأثناء لحظة 20 فبراير وبعد ذلك، وخاصة في اللحظات الأخيرة لخروج مشروع الإصلاح الدستوري من عنق الزجاجة. ذلك ما سماه الزعماء الثلاثة الخيار الثالث بين خياري المغامرة والاستكانة. وطالب المهرجان السلطات المغربية بإطلاق المعتقلين السياسيين ومعتقلي السلفية الجهادية ممن لم يتورطوا في أي عمل إجرامي، كما طالبوا بإطلاق سراح رشيد نيني ندير نشر جريدة المساء. ودعا الحمداوي ويتيم وبنكيران الحاضرين والغائبين للتصويت لصالح الدستور الجديد للإقلاع الديمقراطي وتدشين المرحلة الجديدة من تاريخ المغرب. موقع الإصلاح