أكد فؤاد ياسين الإدريسي عضو المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين بمراكش أن أعضاء من المجلس تلقوا تهديدات هاتفية في ولايتهم السابقة بعد التحركات التي قاموا بها لإصلاح منظومة الهندسة المعمارية بالجهة، ولجوئهم للصحافة لفضح عدد من الممارسات المشينة، مشيرا أن لوبيات تقف حجرة عثرة في وجه أي إصلاح. وأضاف الإدريسي في ندوة صحفية عقدت أول أمس السبت أنه حان الوقت للنضال في ظل الحراك الشعبي من أجل أن يكون للمهندس كلمته في محاربة الفساد والمفسدين والعشوائية في البناء التي تشوه جمالية المدينة، وفي بعض الأحيان تكون خطرا على المواطنين. ومن جانب آخر، أكد الإدريسي على وجوب مراجعة طرق عمل المهندس المعماري بضرورة تبني طرق عمل على محاور البيئة والمجتمع والاقتصاد والثقافة، وذلك باستعمال جميع مجالات الإبداع الثقافية والهوية المغربية في إطار مشاريع التهيئة الترابية وتهيئة المجموعات السكنية. وأضاف أن المهندس المعماري مطالب أكثر من ذي قبل بالتوفيق بين الطموحات الفردية والإكراهات الجماعية في إطار عمل يأخذ بعين الاعتبار مصالح أجيال المستقبل. وأوضح محمد العنباسي رئيس هيئة للمهندسين المعماريين بخصوص مآل بناية مقهى أركانة التي تعرضت للتفجير الإرهابي في أبريل الماضي، أن هذه البناية نموذج لعدم المراقبة، حيث أن الشرفات بنيت عشوائيا بواسطة مواد بلاستيكية، وأشار أنه لم توجه للمجلس أي دعوة للمشاركة في إطار إيجاد تصور لحل مشكل البناية ومنظرها. وأضاف العنباسي أنه يجب السهر بالملموس على تنمية متوازنة تتلاءم مع متطلبات المجتمع ودون المساس بمستقبل الأجيال القادمة عن طريق ممارسات لا تشرف المهنة. من جانبه، قال رشيد بوقرطاشة نائب رئيس للمجلس الجهوي للمهندسين المعماريين إن على المواطن أن يعرف حقوقه اتجاه المهندس المعماري الذي يختزلها في الحصول على «تصميم» موقع من قبل المهندس، وأن الأمر يتعدى ذلك إلى متابعة ومراقبة أشغال البناء إلى حين الحصول على «رخصة السكن». وأشار أن الزبونية هي السائدة في تكليف المهندسين المعماريين بعدد من المشاريع المتعلقة بالطلبات العمومية، وضرب مثالا على ذلك بمشاريع لوزارة التربية الوطنية التي قال إنها أرادت أن تركز مشاريعها في يد مجموعة قليلة من المهندسين دون ديمقراطية حقيقية، حيث «يصبح المهندس في خدمة شركات منها أجنبية بدل أن يكون مراقبا لعملها»، لكن هيئة المهندسين المعماريين وقفت في وجهها. وأضاف أن المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين خاض تجربة بإحدى التجزئات بتوزيع المشاريع على عدد مهم من المهندسين وهو ما لاقى مشاكل من البعض الذين يريدون الهيمنة. يشار أن المجلس الجهوي للمهندسين المعماريين وضع عدة برامج من بينها برنامج تكويني موجه للبنائين الحرفيين والعاملين في مجال البناء بهدف تلقين المبادئ الجيدة في ميدان البناء والتعرف على الثغرات المتكررة عند البناء والمنتشرة بالعالم القروي، وبرنامج لإحياء مجال التعاون مع أكاديمية التعليم، وإحياء فكرة جائزة المهندس المعماري الموجهة لحرفيي الجهة في ميدان البناء، ومن بين الأنشطة الأخرى تنظيم الملتقى الدولي للهندسة المعمارية والتعمير والبيئة، والمعرض الفوتوغرافي المتعلق بالتراث المعماري، واقتراح المجلس الجهوي للمهندسين المعماري لخلق خلية «مرصد مدينة مراكش».