انتهت يوم الأحد الماضي الدورة 18 للجائزة الكبرى للحسن الثاني بفوز يونس العيناوي باللقب، دورة عرفت حضورا جماهيريا كبيرا وفوضى عارمة، وسوء تنظيم، كما عرفت مشادات بين المنظمين ورجال الصحافة الذين عبروا عن استيائهم من تصرفات مدير الدورة خالد أوطالب. خرج جميع الزملاء الصحفيين الذين حضروا نهاية دوري الحسن الثاني للتنس بقناعة واحدة، وهي غياب المسؤولين عن التنظيم الذين تركوا الأمور في أيدي أشخاص لا علاقة لهم بالكرة الصفراء، فقد كانت الفوضى أبرز سمات هذه البطولة الثامنة عشرة التي تحمل ادارتها خالد أوطالب بعد أن قدم الكبير حكوش استقالته تاركا الكل يخبط خبط عشواء، فقد امتلأ الملعب الرئيسي عن آخره، وعدد من المتفرجين ظل واقفا لمدة تزيد عن الساعتين، إضافة إلى عدم وجود منصة خاصة بالصحافيين الذين توزعوا في كل الملعب، بعضهم وجد مكانا يحميه من لسعة الشمس وأغلبهم ظل واقفا ويشتغل في ظروف سيئة، أكثر من ذلك فقد وجد أصحاب الأقلام عناءا كبيرا في أخذ التصريحات، ووصل الأمر بمدير الدورة إلى حد دفع أحد الزملاء الصحافيين وبطريقة سافرة، وعلى مستوى الجمهور الذي حضر خصيصا لمعاينة البطل يونس العيناوي فقد حوصر خارج الملعب، وبعضهم يحمل بطاقته التي اقتناها في السوق السوداء بثمن يصل إلى 100 درهم، ومن هنا يحق لنا التساؤل هل بمثل هذه التصرفات سنعمل على إشعاع الرياضة الوطنية؟ وماذا لو لم يتأهل العيناوي إلى النهاية؟ هل كان الملعب سيمتلئ؟ أسئلة وأخرى نجد أنفسنا مجبرين على طرحها ونحن نعاين الإهانة التي تعرض لها الصحافيون الذين جاؤوا لأداء واجبهم الإعلامي لكنهم صدموا بتصرفات لا تمت بصلة إلى الأخلاق الرياضية والعلاقات المتميزة التي تربط الصحافة الوطنية بمختلف الفعاليات الرياضية. ومع كل المعاناة التي واجهتنا، فإن انتصار العيناوي واحرازه اللقب جعلنا ننس ألمنا ونفرح معه فهو بكل وطنيته وحبه لهذا البلد أبى إلا أن يهدي لكل الجمهور الذي حضر لتشجيعه لقبا ثانيا بعد الذي حققه هشام أرازي لسنة 1997. ونود فقط أن نهمس في أذن المنظمين والساهرين على دوري الحسن الثاني وعلى رأسهم رئيس الجامعة بأن احترام الجمهور واحترام رجال الصحافة هو أكبر حافز على إنجاح هذا الدوري الذي بدأ يفرض وجوده دوليا وأصبح مفخرة لكل المغاربة وليس ملكا لجامعة التنس. وجدير بالذكر أن رئيس الجامعة رفض الوقوف دقيقة صمت ترحما على ضحايا السفاح شارون معتبرا أن الرياضة يجب أن تبقى بعيدة عن السياسة.