إذا كانت الكثير من الدواوير والدشور قد خرجت من غياهب الظلام بفشل سياسة كهربة العالم القروي التي انتهجتها الحكومة، فإن حي الفريمات الذي يتواجد بالمدار الحضري لمركز حد أولاد افرج بالجديدة لا يزال يعاني معاناة متعددة الأشكال والوجوه على رأسها الحرمان من الإنارة والكهرباء إلى حدود كتابة هذه السطور. وحي الفريمات من الأحياء القديمة التي يرجع تاريخها إلى ,1930 حيث كانت تقطنه ثلاث عائلات تتصدرهم عائلة الفريمي، التي منها اشتق الحي اسمه، أما الباقي فعائلات جاءت عن طريق مصاهرة أو قرابة، حتى بلغ العدد حوالي خمسين عائلة سنة 1970 بسبب نزوح الكثير من العائلات من الدواوير والمناطق المجاورة. وقد تم تزويد الحي بالماء الصالح للشرب سنة 1988 بعد طلبات قدمت سنة 1987 رغم أن العدد كان لا يتجاوز 100 مسكن، وفي سنة 1990 استفاد الحي من الربط بشبكة الواد الحار، إلا أن أمل سكان هذا الحي المهمش في ربط حيهم بالكهرباء لا يزال حلما ومطلبا بعيد المنال رغم أن العدد الآن يقارب 600 أسرة. فمنذ سنة 1992 وسكان هذا الحي الفقراء القاطنين في مساكن متواضعة يشبه بعضها البراريك يشتكون، ويتظلمون، ويرفعون الطلبات تلو الطلبات إلى كل الجهات المعنية (جماعة، سلطة محلية، عامل الإقليم، وزارة الداخلية)، ورغم هذه الطلبات والعرائض، والمتاجرة الانتخابية لكل المجالس التي تعاقبت على الجماعة والمرشحين في هذه الدائرة بهذا الملف، فإن دار لقمان لا تزال على حالها، والحي لا يزال يغرق في الظلام الدامس، ومازالت الشموع وقنينات الغاز تنوب عن المصابيح الكهربائية إلى أجل غير مسمى في كل البيوت على طول وعرض الحي مع ما يحمله استعمال قنينات الغاز من أخطار لا تخفى على أحد. هذا وقد أدرج ملف كهربة هذا الحي في دورات الكثير من المجالس المتعاقبة، وراسلت الجماعة المكتب الوطني للكهرباء في هذا الشأن بتاريخ 19 أبريل ,1993 و27 فبراير ,1998 دون أن تتم الإجراءات النهائية أو يرى هذا المشروع النور.. سكان حي الفريمات لا يزالون يطالبون بحقهم المشروع في كهربة حيهم رغبة في تحسين ظروفهم، وتحقيق تمدرس أحسن لأطفالهم الذين يراجعون دروسهم على ضوء الشموع الباهتة، علما أن الحي الآن في توسع مستمر، وأصبح يتوفر على عدة محلات تجارية، ومسجد، وروض للأطفال، وجمعية تحمل اسم جمعية التضامن الاجتماعي والثقافي لحي الفريمات.. المصطفى الناصري