تتواصل فعاليات معرض ''مصاحف المغرب'' التي افتتحت عشية الجمعة الماضية بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية إلى غاية 31 من الشهر الجاري، ويضم المعرض 70 مصحفا شريفا مخطوطا ومطبوعا حجريا، مشكلا بذلك إطلالة على جانب فني هام من الحضارة المغربية. ويسعى المعرض، أساسا إلى إبراز الجانب المادي للمصحف الشريف من حيث صناعته واختلاف خطوطه وأحجامه وطرق ضبطه وغير ذلك من مؤشرات التنوع منذ القرن الثاني الهجري إلى الآن. كما يهدف هذا المعرض، الذي تنظمه وزارة الثقافة، إلى تعريف الجمهور بجانب فني هام من الحضارة المغربية، وتسليط الضوء على التجربة الطويلة للمغاربة في نسخ المصحف الشريف، وما راكموه من خبرات، خاصة في الاعتناء بالمصحف ضبطا وزخرفة وتسفيرا. وأوضح بنسالم حميش، وزير الثقافة، أن الخطاطين العرب تفننوا في رسم الخط العربي، ووجدوا أن المصحف الكريم هو أجمل وأبهى مرجع ديني يخطط باليد ويذهب ويسفر. وأضاف، أن هذا التقليد ظل مسترسلا عبر القرون بحيث ظهر فن الكاليغرافيا (التخطيط الجميل)، مبرزا أن النسخ المقدمة تظهر ما يتميز به فن الخط العربي من جمالية ورونق، وما يميز لغة الضاد عن غيرها، خاصة حروفها التي هي عبارة عن مجسمات يزيدها الشكل والتنقيط بهاء. وخلص حميش إلى أن الخطاطين المغاربة تألقوا في العناية الجمالية بالقرآن الكريم وفي زخرفة وتذهيب وتلوين فواصله، مما راكم على امتداد الحضارة المغربية ذخيرة نفيسة من المصاحف المكتوبة في أغلبها بالخط الأندلسي أو المغربي. ويتدرج المعرض بزائره عبر تحقيب تاريخي يرصد تحولات فن المخطوط القرآني في المغرب، وذلك من خلال نماذج، منها مصحف على الرق مكتوب بخط كوفي يعود إلى القرن الثاني الهجري، ومصحف على ورق من أصل حريري مكتوب بخط مغربي مبسوط بمحلول الذهب ومشكول بمحلول الفضة.