هدد أساتذة كلية الطب والصيدلة بمراكش العاملين بالمستشفى الجامعي محمد السادس بتقديم استقالاتهم من المناصب الموكولة اليهم، احتجاجا على الوضع المتردي لقطاع الصحة في المدينة، والتي لا يزيد الا تفاقما مع عجز الوزارة والادارة على اتخاذ تدابير صارمة ''حسب ما اعلن عنه متحدث باسم الاساتذة، والذي اضاف أن الاستقالات مكتوبة وسيتم اتخاذ القرار فيها في غضون الايام المقبلة. واستغرب المتحدث ذاته كيف تأخر بناء المستشفى الجامعي لسنوات عدة مع تهافت المسؤولين على شراء المعدات وتكديسها قبل أن تجهز البنايات، موضحا أن الفساد مستشري في المستشفى ووجب ارسال لحنة تحقيق. وكشف هؤلاء الأساتذة الذين ينتمون للنقابة الوطنية للتعليم العالي في لقاء مع الصحافة وجمعيات من المجتمع المدني ومرضى وممرضين وهيئات سياسية ونقابية محلية، عن أوجه الفساد التي تنخر جسم قطاع الصحة بالجهة وخصوصا المركز الاستشفائي الذي لم يعد قادرا على تلبية حاجيات المواطنين مما يؤدي إلى تزايد الضغط وبالتالي يغرق المستشفى في حالة فوضى يستفيد منها المفسدون حسب رأي أحد الأطباء. واستغرب الأساتذة الأطباء طريقة تدبير بناء المستشفى الجديد الذي كلف ملايين الدراهم في الدراسات لفائدة مكتب دراسات من إسبانيا دون أن يظهر لهذه الدراسة اثرا على ارض الواقع حيث عرفت خ حسب الأطباء خ ارتجالية وعدم المهنية في الإنجاز والهندسة أدت إلى أخطاء متكررة جعلت كثيرا من الأقسام غير قادرة على تحمل أجهزة واليات. وتساءل أحد الأساتذة عن عطل السكانيرات المحدودة للمستشفيات العمومية وبالتالي التأخير في صيانتها في الوقت الذي تبقى سكانيرات القطاع الخاص مشتغلة 42 ساعة على 42 ساعة. وتميز اللقاء بشهادات صادمة للمرضى حول معاناتهم في العلاج من أمراض السرطان أبكت الحاضرين خصوصا بعد أن حكت إحداهم كيف توفت زميلتها المريضة بالسرطان في بداية عقدها الرابع أمامها في ممر قرب المرحاض بالجناح الخاص بمرضى السرطان بمستشفى ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس وهي تستغيت حاعتقوني.. اعتقونيخ لتسقط أرضا دون ان يتحرك أحد لتقديم المساعدة لها باعتبار أن هناك إضراب. وحمل اساتذة التعليم العالي مسؤولية تدني خدمات قسم الانكولوجيا الى اضراب نقابة الممرضين التابعة للفدش، فيما رد نقابي من هذه الأخيرة في لقاء إذاعي أن الاساتذة الاطباء يفضلون العمل في المصحات الخاصة ويتركون المرضى وجها لوجه مع معاناتهم. واستغرب عدد من المراكشيين غياب مدير المستشفى عن هذا اللقاء الإذاعي الخاص، قبل أن يتصل هاتفيا ويعتذر عما يجري في المستشفى دون أن ''يضع الاصبع على الجرح ويبدا باتخاذ الإجراءات الضرورية '' حسب العديد من المتدخلين.