خلص ملتقى وطني للإعلاميين الشباب لحركة التوحيد والإصلاح، إلى الإعلان عن الانخراط في حملة شبابية وطنية بالشبكة العنكبوتية، وبالفايسبوك خصوصا، دعما لنداء الإصلاح الديموقراطي الذي أطلقته قبل أيام حركة التوحيد والإصلاح، وهيآت شريكة لها. ويعتزم شباب الفايسبوك، الذين حضروا للملتقى الوطني أول أمس بالدار البيضاء، من جل المدن المغربية، ''إطلاق عدة مبادرات شبابية وطنية، في إطار تنسيقي تشاركي، بين مختلف الفعاليات الشبابية بمدن المغرب''. واعتبرت فاطمة النجار مسؤولة قسم الشباب، وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، أن علاقة الإعلام والشبكات الاجتماعية بالشباب، ''تلعب دورا مهما في صناعة النهضة، وقيادة الخط التحرري الإصلاحي الذي يجتاح العالم العربي''، وقالت النجار، إن الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام بشكل عام، ''إما أن تكون للرحمان، فتعود على صاحبها بالأجر والثواب، وإما أن تكون للشيطان فتجلب على صاحبها الوزر والآثام''. وترى المتحدثة نفسها أن شباب اليوم، ''أمامهم فرص عظيمة ليكونوا ممن تبيت أعينهم حارسة في سبيل الله، للقيم والأخلاق عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة''، وأوصت النجار الشباب ب ''ضرورة مواكبة المبادرات الشبابية الرسالية، للأحداث العالمية والتطورات الحالية، مع استحضار رؤية مستقبلية لها''. وشهد الملتقى المنظم تحت إشراف قسم الشباب لحركة التوحيد والإصلاح، إلقاء عدد من العروض، حيث أكد حسن بويخف، الكاتب الصحافي ورئيس تحرير جريدة ''التجديد''، أن ''الشباب الرسالي هو الذي ينجح في تعبئة قواه الشبابية لخدمة القضية أو القضايا التي يؤمن بها''، مؤكدا على ضرورة وجود قضية يشتغل عليها الإنسان، وتشكل له البوصلة، وتساهم في تدبير الجهود والاهتمامات، ثم تغذي الفاعلية، وتجعل من الشاب منتجا فاعلا وليس مستهلكا منفعلا، واعتبر المتحدث أن هناك عدة تحديات أمام الإعلام الشبابي الرسالي، منها ما هو دعوي، ك ''تحدي استقطاب جهود الشباب خارج المجالات التقليدية للتنظيمات الدعوية''، ثم ''تحدي الاختراق الفكري والقيمي والسياسي والتصوري''، وهو ما اعتبره يهدد البنى الأساسية للتنظيمات، بالإضافة إلى تحدي ''الحضور الفاعل والمؤثر في ساحة الإعلام الالكتروني، المتميز بالإغراء والتوسع والانتشار المتسارعين''. ومنها ما هو حضاري ''يهدد الأسس الفكرية والثقافية والقيمية''، إذ اعتبر بويخف، أن فضاء الأنترنيت، يظل مفتوحا على كل القيم، وعلى كل الثقافات والعقائد والمذاهب الدينية والتيارات الفكرية، وتزداد هاته التحديات، حسب المتحدث ذاته، ب''استمرار وفرة الولوج إلى الشبكة، واتساع نطاقها لتشمل كل الفئات الاجتماعية والعمرية''، مما يجعلنا، يضيف بويخف، ''أمام مصدر للتنشئة يتميز بالفاعلية والتلقائية والحرية والإغراء وغير ذلك. وهو ما يجعل الدول، والأمة جمعاء، أمام تحدي غزو فكري وقيمي، وأمام خلخلة الأسس الفكرية والثقافية والاجتماعية ل''الثوابت ''الدينية والوطنية''. وتحدث عمر الطاهري، المسؤول الإعلامي وعضو قسم الشباب، عن سياق حركي ينعقد فيه الملتقى الوطني، اتسم باختيار حركة التوحيد والإصلاح في مخططها الاستراتيجي لهذه المرحلة، ''ترشيد التدين هدفا تسعى للإسهام فيه قدر المستطاع، إلى جانب الفاعلين في مجال الإصلاح، وبناء المجتمع الصالح الراشد''، واعتبر الطاهري، أن هناك وعيا لدى الحركة بأن ''شباب اليوم هو الجيل الذي سيقود المستقبل''، وبالتالي ''وجب التواصل معه والإنصات إليه''. وفي سياق متصل، شهد الملتقى تقديم عرض من قبل المهندس عصام العمراني، حول مراحل إنشاء موقع إلكتروني، بينما قدم عصام زروق عرضا آخر حول آليات إنشاء شبكة التواصل، كما قدمت خلال ذات الملتقى، عدد من المبادرات الشبابية الفردية أو الجماعية، والتي تم تثمينها، واختتم الملتقى بورشة حول آليات التنسيق والتشبيك، وخلصت إلى عدة مقترحات ومبادرات، سيتم إعلانها في وقت لاحق. ويذكر أن الملتقى الأول للإعلاميين الشباب، لحركة التوحيد والإصلاح، انعقد تحت شعار، ''نحو إعلام شبابي راشد''، وحمل إسم ''حسن الجابر''، مدير قسم التصوير في قناة الجزيرة، الذي استشهد مؤخرا في ليبيا، وبذلك أ راد منظموا هذا الملتقى، ''الاعتراف بما قدمه هذا الرجل لمهنة المتاعب والتضحيات خلال مساره المهني المشرف''، ثم لبيان أن اختيار الإعلام طريقا للبلاغ وخدمة الرسالة المحمدية، ''ينبغي أن يخرج من الهواية والترف إلى الجدية والحسم في الخيارات وبذل التضحيات''.