أدرج المعهد العالي للقضاء مادة القيم القضائية ضمن برامج المعهد المقررة، و أكد محمد الطيب الناصري، وزير العدل بمناسبة افتتاح برنامج تدريس مادة ''القيم القضائية'' بالمعهد صباح الثلاثاء 22 مارس 2011 أن هذه المادة الحيوية من شأنها تمكين الملحق القضائي من الولوج إلى مفاهيم أخلاقيات القضاء وآدابه، مضيفا أن هذه المبادرة تأتي في إطار ''المكانة المحورية التي تحتلها أخلاقيات القضاء بالنسبة لدولة الحق والقانون، إذ بسيادة القيم القضائية المثلى يكتمل الدور الذي يقوم به القاضي في المجتمع الديمقراطي المعاصر. وشدد الناصري على أن الموروث الحضاري المتعلق بخطة القضاء، يعكس الاهتمام البالغ لآداب القضاء ومناقبه وأخلاقياته، على اعتبار أن ذلك يمثل مناطا للثقة في القضاء، ومبعث الاطمئنان إلى أحكام القضاة، والشرط الجوهري لمصداقية القضاء وفعاليته، سيما وأن القضاء أكثر ارتباطا بالأخلاق لصلته بالعدالة كمفهوم فلسفي مثالي، وقيمة اجتماعية فضلى وما العدالة في النهاية إلا الوليدة المباشرة لأخلاقيات القضاء وقيمه المثلى-يضيف المتحدث نفسه-. وشدد محمد سعيد بناني، المدير العام للمعهد العالي للقضاء، من جهته على أن مدونة القيم انبثقت عن حماس القضاة، ''الهادف إلى وضع مبادئ تحكم تصرفات القاضي في مواجهة نفسه قبل غيره، علما بأنها تمتد أيضا إلى كثير من الأفعال الخارجية المحسوسة''، مشيرا في كلمة له خلال اليوم الافتتاحي إلى أن الالتزام بالقيم، التزام أخلاقي لا يستوجب بالضرورة وجوده ضمن قاعدة قانونية تتسم بالجزاء. وأوضح بناني أن مدونة القيم جاءت في ظرفية ملائمة تعتبر المسؤولية وقيم القضاء في قلب الجدل الحالي في المغرب، بشأن تخليق الحياة العامة، مما جعلهم كقضاة يحسون بضرورة وجود هذه المدونة، وإن كان الاتجاه في بعض الدول يروم غير ذلك، بعلة أن أي مدونة للسلوك لا يمكن أن تدعي الكمال، أو أن القيم مترسخة في العادات والتقاليد ويتوارثها القضاة في ما بينهم، أو أن القيم ليست بحقائق مطلقة، والبحث فيها غاية في الصعوبة ويثير العديد من الإشكاليات العملية. وأضاف المتحدث نفسه، أن المبادئ المتعلقة بالقيم تساهم في إصلاح القضاء، لكوننها تتضمن سلوكات يعمل القاضي على احترامها، على اعتبار أنها من جهة مبادء عقلانية منسجمة مع ما ينبغي أن يتوفر عليه القاضي من سلوكات تجاه رؤسائه وزملائه ومرؤوسيه والمحامين والمتقاضين والمواطنين، ومن جهة تطبع حياده مع ذاته وما تتوفر عليها من تراكمات ثقافية وأعراف وتقاليد.