كذبة أبريل شاعت عند المغاربة في الآونة الأخيرة عادة سيئة يسمونها "كذبة أبريل" إذ يجتهدون في ترويج إشاعات عن قصد خلال شهر أبريل ويتواطؤون على كذبة يعممونها ويتناقلونها وكأنهم قد خصصوا للكذب عيدا سنويا يبتدئ مع دخول شهر أبريل ويمتد عدة أيام. والواقع أن هذه الظاهرة تحتاج إلى معالجة تربوية وأخلاقية يسهم فيها الخطباء والمربون والآباء ووسائل الإعلام المرئي منها والمسموع. فالأمر ولو أنه مجرد مزحة إلا أن الإسلام كما هو معلوم يشدد في أمر الكذب حتى فيما كان مجرد مزاح وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكذيبة تحسب كذبة، وأن الرجل لا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يصبح عند الله كذابا. ومعناه أن الصدق ملكة تتقوى بتحري الصدق في الصغيرة والكبيرة وفي جميع الأحوال وأن الكذب ملكة تتقوى بالتدريج فينتقل الإنسان المدمن على المدمن على الكذب الصغير إلى الكذب الكبير. كذبة أبريل التي افتتحت بها وزارة التربية الوطنية هذا الموسم السنوي لم تكن مزحة أو إشاعة يتم تناقلها بين الناس في المقاهي وفي الجلسات العائلية، بل هي بيان مسؤول صادر مساء أول أمس حيث >قررت< الوزارة تقديم عطلة منتصف الطور الأول بيومين كاملين، وقالت الوزارة إن ذلك كان بناء على طلب من جمعيات الآباء. ومن الواضح أن سياق الأحداث التي عرفتها الثانويات يكشف أن وراء القرار أبعاد أمنية خاصة وقد انتهز بعض المنحرفين بعض التظاهرات التلقائية للتلاميذ كي يقوموا ببعض أعمال الشغب والتخريب في بعض المدن مثل مدينة سلا. وقد وصلتنا أنباء مؤكدة أن التلاميذ في بعض الثانويات كانوا على مستوى كبير من المسؤولية بل ساهموا في صد هجوم بعض العصابات التي اعتدت على التلميذات والتلاميذ وعلى منشآت بعض الثانويات. واتصل بنا بعضهم وتحدث بمرارة عن تلكؤ قوات الأمن في التدخل، ودفع ذلك بعضهم إلى التشكك في أنه قد تكون هناك جهات معنية قد دبرت مثل تلك الأحداث التخريبية للإساءة إلى التظاهرات السلمية وما أكثرها في المدن المغربية ومنها العاصمة الرباط دون أن تترتب عنها أحداث شغب وتخريب. كان حريا ببيان وزارة التربية إن كان البيان بيانها أن تشير بوضوح إلى خشية استغلال تظاهرات التلاميذ من طرف بعض المنحرفين وأن القرار اتخذ بناء على هذا المعطى، لا أن ينسب ذلك إلى طلبات جمعيات آباء وأولياء التلاميذ. وكان بالإمكان للرأي العام وللتلاميذ أن يتفهموا مثل هذا القرار. ومهما يكن من أمر فإن خروج مظاهرات تلقائية للتلاميذ هو ظاهرة صحية تكشف عن تفاعل أبنائنا مع قضايا الأمة، ولكنها تكشف أيضا عن عجز الكبار بمنظماتهم الشبابية والحزبية والمدنية في التجاوب مع الجيل الجديد، لقد أخذ التلاميذ زمام المبادرة أمام تلكؤ الكبار الذين ينتظرون ببرودة مسيرة يوم الأحد. وفي الختام والشيء بالشيء يذكر فإن "كذبة أبريل" المغربية قد وجدت لها صدى في الكويت حيث تعطلت المدارس بسبب ما أشيع عن وجود غيمة تتحرك في سماء الكويت وأنها تحمل عدة أمراض مثل العقم والعجز الجنسي وإصابات جلدية فاللهم احفظ العرب من العقم والعجز ليس من العقم والعجز الجنسي ولكن من العجز السياسي ومن العقم التضامني ومن خذلان الشعب الفلسطيني. محمد يتيم