دخلت الثورة المصرية أسبوعها الثالث اليوم، بمسيرات مليونية في القاهرة ومدن أخرى، يوم الأحد 6 فبراير 2011، في إطار ما أطلق عليه المتظاهرون ''يوم الشهداء''، اليوم الأول ضمن ما أسموه ''أسبوع الصمود''. وأقام المتظاهرون في ميدان التحرير صلاة الغائب وقداس الأحد على أرواح شهداء الثورة الذين سقطوا منذ يوم 25 يناير المنصرم. وتشهد مصر حالة عناد قوية بين المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس مبارك، وهذا الأخير الذي لا يزال متشبثا بموقعه، ويرفض الاستجابة الشاملة لمطالب المحتجين، ويقدم تنازلات بالتقسيط، في محاولة لإضعاف المنتفضين وتشتيت قواهم، ومن جهة أخرى التحذير من الفوضى والتخويف من فزاعة الإخوان المسلمين. غير أن محاولاته تلك لم تقنع أحدا فيما يبدو حتى الآن. التطور الأخير في تنازلات النظام المصري هو إعلانه أن جمال مبارك وأعضاء آخرون في الحزب الوطني الحاكم قد قدموا استقالتهم، في حين عيّن الرئيس مبارك حسام بدراوي أمينا عاما للحزب وأمينا للجنة السياسات. وهي خطوة أراد بها النظام تأكيد وعوده بخصوص عدم ترشيح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية مستقبلا، لكن لا شيء من تلك التنازلات التي وصفها بيان للإخوان المسلمين ب''الوهمية'' أقنعت المحتجين، الذين يطالبون إلى اليوم بمطلب واحد: ارحل يا مبارك. على صعيد آخر، أعلنت مجموعة من شباب 25 يناير مبادرة لتأسيس حزب سياسي جديد لشباب الثورة، قالت إنه ينطلق من هدف الحفاظ على المكاسب التي حققتها الثورة الشعبية، والتمسك بالمطالب الأساسية للمرحلة الانتقالية، بإجراء التعديلات الدستورية وتشكيل حكومة انتقالية، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإنهاء العمل بقانون الطوارئ، وإطلاق حرية تكوين الأحزاب السياسية، ووقف محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى، ووقف بيع ثروات البلاد تحت زعم الخوصصة. وشكل شباب الحركات السياسية بميدان التحرير تحالف ''ائتلاف شباب الثورة المصرية''، معلنين من جديد أنه لا تفاوض مع الدولة إلا بعد رحيل الرئيس مبارك وتفويض نائبه وتعيين حكومة وحدة وطنية. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها قررت ''الدخول في جولة حوار''، في حين دعا نائب المرشد العام للجماعة رشاد بيومي إلى استمرار التظاهر والاحتجاج، وقال إن استراتيجية الجماعة ''تفاوض وتظاهر'' حتى تحقيق مطالب الشعب المصري. وأكدت الجماعة في بيان لها تمسكلها بمطالب الشعب، وعلى ''رأسها تنحي رئيس الدولة، ومحاكمة المسؤولين عن إراقة الدماء في المظاهرات السلمية، وحل المجالس النيابية المزوَّرة، والإلغاء الفوري لحالة الطوارئ، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية تتولَّى السلطة التنفيذية؛ حتى تتمَّ الانتخابات النيابية بطريقة نزيهة حرة تحت إشراف قضائي كامل، وضرورة الفصل التام بين السلطات، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب السياسية والجمعيات، وحرية إصدار الصحف والمجلات وضمان حرية الإعلام''. وأعلنت كنائس مصرية من الداخل والخارج ومثقفين مسيحيين تضامنهم مع مطالب الثورة المصرية، وشهد ميدان التحرير نزول آلاف الأقباط الذين نظموا قداس الأحد إلى جانب المسلمين الذين صلوا صلاة الغائب على شهداء الثورة.