في البداية لا يسعنا إلا التعبير عن غاية سعادتنا وفرحتنا بالإفراج عن الفنان السوري محمد أبو راتب الذي يعتبر أحد أعمدة الفن الإسلامي المعاصر، والذي قدم نموذجا للفن الرسالي، والفن الهادف، والفن الذي ينخرط في قضايا مجتمعه وأمته.. استطاع هذا الفنان السوري بأنشودته الراقية أن يعانق قضايا الأمة المختلفة وعلى رأسها قضية فلسطين، ويكون أحد جنود المقاومة الذين انخرطوا بأصواتهم الجميلة، وأحاسيسهم المرهفة، وألحانهم الهادفة، التي كانت تغوص في أعماق كل من تاقت نفسه إلى الحرية والعزة والكرامة.. واستطاع بقصائده المنتقاة أن يسهم من منبر الفن في تعبئة الجماهير، وشحذ الهمم، وحفز الشباب، للانخراط بكل وعي ومسؤولية في معركة القيم والهوية، تمكينا للحق، ومدافعة للباطل، حتى وجدنا الجماهير الشبابية التي هبت في أرجاء الوطن العربي والإسلامي قائمة بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، داعية إلى قيم الفضيلة، رافضة لكل قيم الرذيلة الزاحفة من الغرب، تنخرط في مشروع الصحوة، وحركة الإصلاح على امتداد الوطن الإسلامي، متوشحة بالعزة، ونابضة بالشموخ.. وهي تردد مع الفنان أبي راتب أنشودة المجد والعزة تارة: المجد للإسلام أنشودة المستقبل üü لراية الإسلام لكل آت أجمل المجد للإنسان الحر والأصيلüüالثابت الإيمان بالمبدأ النبيل لحامل القرآن في وقفة المصيرüüفي ساحة الغضب في ساعة النفير وحاسمة خيارها ودربها وهي تردد معه قصيدة الشاعر سليم عبد القادر: ماض وأعرف ما دربي وما هدفي... فلم أجد غير درب الله درب هدىً üü وغير ينبوعها نبعاً لمغترفِ فطرت أسعى إليه أبتغي تلفي üü به ورب خلودٍ كان في تلفِ والناس تصرخ أجحم، والوغى نشبتْ üü والله يهتف بي: أقدم ولا تخفِ ماضٍ،فلو كنتُ وحدي والدنا صرختْ üü بي قِفْ،لسرتُ فلم أبطئ ولم أقِفِ لقد استطاع هذا الفنان فعلا أن يقدم نموذجا للفن الملتزم..الفن الذي يعانق هموم الجماهير المؤمنة.. الفن الذي ينحني لتقبيل الأيادي المتوضئة.. الفن الذي يتوق إلى الحرية والعدالة والكرامة.. الفن الذي يقف كالطود العظيم ليدحر الفساد ويبطل خطط المفسدين.. باللغة الجميلة، والصورة المعبرة، والنغمة الهادفة، والحس المرهف، والإيقاع القاصد، والصوت المؤثر.. إنه الفن الذي يسمو بالإنسان ويرقى بذوقه في مراقي الجمال نحو الجميل سبحانه درجات.. ضدا على الفن الذي يهبط بالإنسان في منحدرات الشهوانية والغريزية والبهيمية دركات..