دخلت مؤخرا المخرجة المغربية المقتدرة هاجر الجندي في تجربة فنية تلفزية تمثلت في نقل إلى الشاشة الصغيرة الكتاب القيم ''الشفا بتعريف حقوق المصطفى'' للقاضي عياض وهو الكتاب الذي عرف انتشارا واسعا بين أبناء الأمة الإسلامية.وجاءت فكرة العمل حسب تصريح للفنان أنور الجندي ، بعد ثلاثة سنوات من الدراسة والبحث وتهيئة ظروف الانجاز، حيث ارتأت المخرجة هاجر إلى القيام بهذا العمل الفني وهو عبارة عن دراما وثائقية''. ويضيف المتحدث :''قيمة العمل تتمثل في جمعه بين مشاهد تمثيلية وإنشاد ديني وامداح نبوية وتلاوة قرآنية، إضافة إلى قراءة ''البردة'' للبوصيري برمتها''. وحسب المتحدث فان العمل من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ممثلة بقناة محمد السادس للقران الكريم. أما تنفيذ الإنتاج فمن طرف شركة ''فنون ار''. بينما المواكبة الدينية فتعود للحاج لحسن سكنفل رئيس المجلس العلمي بتمارة. ولم تكن عملية اختيار الممثلين والممثلات (الكاستينغ) بالسهلة فقد كانت ''جد حساسة حسب الفنان الجندي لكون السيناريو مكتوب باللغة العربية الفصحى. من هنا نفهم مشاركة نجوم من الرعيل المغربي الأول مثل الفنان المقتدر الحاج محمد حسن الجندي والحاجة فاطمة بنمزيان ومحمد عاطفي والفنان احمد الناجي والممثل مصطفى تاه تاه الذي يقوم بدور الراوي وأنور الجندي، وأيضا رعيل الشباب المتميز مثل كمال الكاظمي ومجيدة بنكيران ومحمد الطالب وجمال بنشيبة وربيع القاضي الذي يلعب دور القاضي عياض في السلسة. بالإضافة إلى المشاركة العربية في ليلى طاهر ونجاة الخطيب واشرف عبد الغفور من مصر وراشد الشمراني من السعودية. كما يشارك في هذا العمل المتميز كل من مجموعة النجار للامداح النبوية والأنوار الاحمدية بمكناس. وعن الميزانية التي رصدت للعمل، يقول أنور الجندي:'' الميزانية ضئيلة لا تكفي حتى لتصوير شريط تلفزي وأنا لا ألوم هنا أحدا، ولكن لتقريب الصورة للقارئ المغربي، فقد قمنا بعمل ''كاميكازي'' سيما وقد واجهتنا صعوبات جمة. لكن حب الله وبغية وجهه الكريم، مع الرغبة في التعريف بكتاب الشفا للجماهير العريضة جعلتنا نستميت في عملنا ولا نفكر في الجانب المادي''. وعن الصعوبات التي تعترض مثل هذه الأعمال القيمة، يرى الفنان أنور الجندي أن '' الصعوبات تكمن في أن العمل التاريخي يتطلب إمكانيات هامة ومصاريف كثيرة خصوصا في ظل غياب الاستوديوهات وأماكن التصوير المناسبة''. مضيفا:'' فلتصوير مشاهد تعود للقرن الخامس الهجري كنا نتوقف أحيانا عند مرور الطائرة أو سماع صوت شاحنة، وهنا اشكر الطاقم التقني الذي اشتغل في هذا العمل وهو طاقم الشركة الوطنية، نظرا لصبره ولمجهوداته الجبارة وتضحيته من اجل تصوير هذا العمل''.