كشفت مصادر متفرقة ل''التجديد'' ما وصفته ب ''اختلالات'' قطاع التربية والتعليم بالقنيطرة، مؤكدة أن شعار الجودة لا وجود له إلا في الأوراق والمذكرات ، فالواقع وحسب ذات المصادر يفضح شعارات المخطط الاستعجالي ومدرسة جيل النجاح الذي يتابع دراسته بأكثر من 50 تلميذ في القسم، وأربعة تلاميذ في طاولة واحدة، وآخرون يفترشون الحصير في أقسام آيلة للسقوط وعرضة لكل أنواع المخاطر بفعل تأثرها بالفيضانات التي عرفتها المنطقة خلال السنة الماضية، منددين بعدم وفاء الجهات المسؤولة بوعودها في ترميمها وإعادة إصلاحها. فبعض المؤسسات التعليمية وحسب نفس المتحدثين لا تتوفر على مرافق صحية وينعدم فيها الماء والقاعات الخاصة بإطعام المتعلمين وفق معايير الجودة المطلوبة. وقد حطمت المصالح النيابية رقما قياسيا في سياسة ضم الأقسام والتي تصل حد إسناد أربع مستويات لأستاذ واحد يدرسهم العربية والفرنسية والرياضيات، وهذا ما يصطلح عليه في صفوف المدرسين ب''الصمطة''، وحذف التفويج في المواد المختبرية الذي أفرز معدل ثلاثة أساتذة مادة الفيزياء ل 1600 تلميذ بإحدى المؤسسات التعليمية، مما يعيق العملية التعليمية التعلمية في صميمها. كما تعرف النيابة خصاصا كبيرا في الموارد البشرية وخاصة فئة المفتشين والذي يصل حد مفتش لكل 90 مؤسسة تعليمية. وقد أفرز هذا الوضع دخولا مدرسيا وصفته النقابة الوطنية للتعليم بالقنيطرة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ب ''المضطرب'' وذلك حسب بيان توصلت ''التجديد'' بنسخة منه نتيجة تعثر إتمام أشغال البناء بالمؤسسات المحدثة أو التي هي في طور الإصلاح كثانوية عبد المالك السعدي التأهيلية التي برمج لها أكثر من مليار سنتيم، والتي سبق أن نظم أطرها وقفة احتجاجية للتنديد بظروف العمل المتردية التي يشتغلون فيها. كما أكد ذات البيان انعدام المرافق الصحية ببعض المؤسسات التعليمية وقلة التجهيزات وتلاشيها وغياب مستودعات الملابس ببعض الملاعب الرياضية واستفادة بعض التلاميذ من نصف حصة، ومتابعة بعضهم الآخر للدراسة في سيدي الطيبي أحواز القنيطرة بمرائب (كراجات). كما دعا ذات البيان إلى ضرورة بناء ثانوية تأهيلية بالمنطقة نفسها لوقف معاناة التلاميذ من التنقل إلى القنيطرة، وتسطير برنامج واضح لمواجهة التوسع السكاني بمجموعة من المناطق. هذا وقد أكد مصطفى الهيقي الكاتب الجهوي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل في اتصال هاتفي مع ''التجديد'' أن هذا الوضع الشاذ يفتح المعركة الاحتجاجية على كل الاحتمالات، متوعدا بالتصعيد إلى حين تدخل الجهات المسؤولة لإعادة الأمور إلى نصابها. وفي موضوع ذي صلة بالاختلالات، احتشد العشرات من تلاميذ ثانوية محمد الخامس التأهيلية نهاية الأسبوع الماضي أمام مقر نيابة التعليم بالقنيطرة للتنديد بما وصفوه استهتار المسؤولين عن القطاع بمصالحهم، رافعين شعارات مناوئة لحرمانهم من أساتذة العديد من المواد الأساسية، كما أعربوا في تصريحات متفرقة للجريدة عن استنكارهم لسياسة التسويف التي تنهجها الإدارة منذ انطلاق الموسم الدراسي، معلنين عن استعدادهم لتنظيم أشكال احتجاجية أكثر تصعيدا في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم إنقاذا للموسم الدراسي من الضياع.